توغلت القوات العراقية في مناطق يتمركز فيها مسلحو «داعش» في محيط تكريت، لكنها تواجه عقبات تحول دون اقتحام وسط المدينة بسبب الألغام وعمليات القنص. وقال خبراء عسكريون إن الجيش سيحكم تطويقها، ويحاول السيطرة على محور الحويجة في الوقت نفسه، وهو آخر منافذ التنظيم الى الموصل. (للمزيد). واستطاعت القوات المهاجمة السيطرة على عقد استراتيجية الى شمال شرقي سامراء، في صحراء الجلام، وبلدة حمرين التي تربط تكريت بمناطق تمركز «داعش»، وشمال ديالى وغرب كركوك. كما سيطرت على محور لا يقل أهمية في غرب المدينة وشمال غربها، ويشكل عقدة الربط بين محافظة الأنبار من جهة ومدينتي سامراء وبيجي من جهة أخرى. وواجه الجيش مقاومة عنيفة خلال محاولته السيطرة على بلدتي الدور (جنوب شرقي تكريت) والعلم (شمال)، ولم يتمكن حتى مساء أمس من دخولهما. وفي المحور الثالث للهجوم، أي جنوب تكريت، تؤكد المعلومات ان الجيش نجح بالفعل في اقتحام الحدود الجنوبية وتوغل فيها. وترى مصادر عسكرية أن الدخول الى قلب تكريت لا يشكل أولوية للقوى المهاجمة التي تفضل السيطرة على محيط المدينة، والبلدات التي ترتبط بها. ويحاول الجيش وقف حصول «داعش» على إمدادات عسكرية من منطقة الحويجة شمالاً، وعبر خطوط ما زالت مفتوحة شرق دجلة. وتعد الحويجة، وهي إحدى أقضية محافظة كركوك، نقطة تمركز استراتيجية للتنظيم، وقاعدة لتزويد المناطق الاخرى أسلحة، وترتبط بشبكات معقدة من الطرق بالموصل شمالاً، وصلاح الدين وديالى جنوباً، والأنبار غرباً. ولم تستبعد مصادر عسكرية ان ينسحب التنظيم من تكريت والبلدات المحيطة بها إذا وجد أن المهاجمين يتفوقون عليه. إلى ذلك، أكدت مصادر «الحشد الشعبي» أن إيران وفرت كميات كافية من الأسلحة لتلك الفصائل لتحرير محافظة صلاح الدين بالكامل. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها لم يتلقوا طلباً من بغداد لدعم القوات الحكومية بالطيران، وقال الناطق باسم «البنتاغون»، ستيفن وارين: «لا نشن غارات دعماً للعملية في محيط تكريت»، وشدد على أن «العراق دولة ذات سيادة، ويعود إلى الحكومة أن تقرر إذا كانت تريد مساعدة عسكرية من مقاتلات التحالف الدولي». من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال استقباله وفداً من عشائر الأنبار إلى «ثورة عشائرية في كل المحافظات لدعم القوات المحررة»، كما دعا الوزارات إلى «الاستعداد لاستئناف عملها في المناطق المحررة».