ألقت مقاتلتان أميركيتان من طراز «أف آي 18» قنابل زنة الواحدة منها 250 كيلوغراماً على مربض مدفعية متحرك ل «الدولة الإسلامية» في العراق كانت تستهدف القوات الكردية في أربيل، وتهدد العناصر الأميركيين، فيما توقع رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري، أن تشهد بلاده «تغيرات كبيرة خلال الساعات المقبلة» بعد تدخل القوات الأميركية. وقال زيباري: «الطائرات الأميركية بدأت بضرب تنظيم داعش في جنوب مخمور وأطراف سنجار» وكلاهما شمال العراق، وأشار إلى أن «العملية ستشمل مدناً عراقية تخضع لسيطرة تنظيم «داعش». إلى ذلك، أعلنت الاستخبارات العسكرية قتل مئات من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» في عمليات جوية وبرية في عموم البلاد، بينهم قائد بارز، وواصلت المجموعات المسلحة التابعة ل «الدولة» التحضير لهجوم جديد في اتجاه أربيل، وأجبر أئمة المساجد في الموصل المصلين على مبايعة أبو بكر البغدادي خليفة. وأكدت مصادر كردية أمس أن القوات الأميركية نفذت أولى طلعاتها وقصفت مواقع ل «داعش» في قضاء مخمور. وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان، أن «طيران الجيش العراقي بالتعاون قصف تجمعاً لعصابات داعش في ناحية العلم، في محافظة صلاح الدين، ما أسفر عن مقتل ما يدعى والي صلاح الدين وأربعة من معاونيه»، إضافة إلى «قصف تجمع للتنظيم في قرية غريب التابعة لقضاء الحويجة، في كركوك، ما أسفر عن مقتل والي الحويجة». وأشار البيان الى إن «القوة الجوية بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية، شنت غارات على مرتزقة داعش في معسكر الصفرة وقرية المحمودية في الشرقاط والقيارة وقتلت أكثر من 550 عنصراً». وقال مصدر أمني في الموصل إن «طيران الجيش وجه ضربات إلى تجمعات عناصر تنظيم داعش في منطقتين في المدينة تمهيداً لتقدم قوات البيشمركة». وأفاد ناطق باسم «البيشمركة» أمس، بأن «تنظيم داعش شن هجوماً على مفرق الناوران (12 كلم شمال الموصل) حيث تتمركز قواتنا المدعومة بالدبابات والدروع»، مؤكداً أن «عناصر التنظيم لاذوا بالفرار بعد أن تم رصد عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم وتدمير 7 آليات مسلحة تابعة لهم»، وكشف عن أن «قوات البيشمركة المدعومة بالدبابات والدروع تقدمت باتجاه بلدة خورسيباد (8 كلم شمال الموصل). وشنت هجوماً مشتركاً على عناصر داعش الذين سيطروا على قضاء مخمور». وأوضح أن «القوات المهاجمة تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة تدعى مخيم اللاجئين على أطراف بلدة مخمور ومناطق قريبة منه». وأضاف أن «صقور الجو، بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية شنوا غارتين على مرتزقة داعش في الكوير، حيث قتل أكثر من 10 إرهابيين، بينهم قائد التنظيم عقيل سيف الدين والإرهابي عمار عبد الباسط». وكشف مسؤول محلي في الموصل أن الفصائل المسلحة المسيطرة على ناحية الكوير تعمل على إصلاح الجسر الرئيسي على نهر الزاب بعدما دمرته القوات الحكومية تمهيداً لشن هجوم كبير يتم الإعداد له لاقتحام أربيل التي تبعد عنهم حوالى 40 كلم. وعن الوضع عند سد الموصل، أكد أن «المسلحين أحكموا قبضتهم عليه منذ الأربعاء الماضي بعد انسحاب عناصر البيشمركة المكلفين حمايته، ما جعلهم (أي المسلحين) على بعد حوالى 20 كلم عن محافظة دهوك الكردية». وفي منطقة ربيعة الحدودية، تتواصل المعارك العنيفة بين وحدات «حماية الشعب الكردي» السورية ومسلّحي «داعش» على أطراف البلدة بالقرب من معبر اليعربية، بمشاركة دبابات ومؤازرة عشيرة شمر. وفي الموصل، أفادت التقارير بأن «خطباء الجمعة أخذوا البيعة علناً لأبي بكر البغدادي أميراً المؤمنين من المصلين بتوجيه وبإشراف تنظيم داعش وبحضور ممثل عن البغدادي في كل جامع». وقال شهود إن «البيعة تضمنت السمع والطاعة للبغدادي في المنشط والمكره وعدم الخروج عليه مهما كان السبب»، وإن «الخطباء هددوا بقتل كل من ينقض المبايعة». وفي صلاح الدين، أعلن مصدر أمني أن «حزاماً ناسفاً كان يعده انتحاري انفجر داخل معقل للمسلحين بالقرب من بلدة الضلوعية، جنوب تكريت، ما أسفر عن مقتل الانتحاري وثلاثة من زملائه». وأكد ضابط أن «القوات الأمنية تعد العدة الآن لاقتحام تكريت من عدة محاور وفق خطة عسكرية محكمة لتحريرها بالكامل من عصابات داعش الإجرامية». في الأنبار، قال قائمقام حديثة عبد الحكيم الجغيفي أمس، إن «قوة من الجيش والشرطة يساندها أبناء عشيرة الجغايفة، أحبطت صباح اليوم (أمس) هجوماً لمسلحي «داعش» الإرهابي على محطة كهرباء، ما أسفر عن مقتل 25 مسلحاً». وتابع أن «قوات الأمن والعشائر تسيطر الآن على منطقة ديزلات حديثة ولن تسمح للإرهابيين بالاقتراب من المحطة»، مشيراً إلى أنها «المرة الثانية التي تتعرض المحطة لهجوم وتتصدى له القوات الأمنية والعشائر». من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني بأن «مدفعية الفرقة الأولى بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية قتلت 15 إرهابياً قرب مدرسة الطلائع في الفلوجة، بينهم القياديان أبو خطاب الهيتي وصفاء عبود سلمان، فيما تم جرح رافع المشحن».