واصل عبد ربه منصور هادي استئناف مهامه كرئيس للدولة لليوم الثاني على التوالي، وعقد ثاني اجتماع علني مع مسؤولين في الدولة منذ خروجه من الإقامة الجبرية في مقر إقامته في صنعاء الذي كان فرضه عليه "الحوثيون" المهيمنون على النصف الشمالي من البلاد. واجتمع هادي بمحافظي عدد من محافظات الجنوب الرافضة لهيمنة "الحوثيين" على العاصمة وهم محافظو إقليم حضرموت الذي يضم محافظات شبوة والمهرة وسقطرى بمنتجع رئاسي في العاصمة الاقتصادية عدن. وبثت إذاعة محلية في المدينة الخارجة عن سيطرة "الحوثيين" الذين سيطروا على مختلف وسائل الاعلام الرسمية وقائع الاجتماع. وكان هادي قدم استقالته الشهر الماضي بعد استيلاء المسلحين "الحوثيين" على القصر الرئاسي وفرض الإقامة الجبرية عليه في صنعاء، في صراع على السلطة، بعد اشهر من التوتر بسبب خلافات حول مسودة الدستور. لكن البرلمان اليمني لم يجتمع لقبول الاستقالة حتى تصبح نافذة طبقا للقوانين اليمنية. وقالت مصادر في الاجتماع ان هادي أكد مجدداً التزامه باستكمال العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي عام 2011 لنقل السلطة، والتي سمحت لسلفه علي عبد الله صالح بالتنحي بعد أشهر من الاحتجاجات. كما أكد هادي على التزامه بمخرجات الحوار الوطني التي أجمعت عليها الأطراف السياسية بكل مكوناتها، ومناقشة مسودة الدستور وصولاً إلى قيام الدولة الاتحادية اليمنية، القائمة على أساس العدل والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة. ودعا هادي مجددا إلى الإفراج عن رئيس الحكومة خالد بحاح ومسؤولين حكوميين آخرين ما زالوا قيد الاقامة الجبرية في منازلهم، وطالب بالسماح لهم باستئناف مهامهم. وأكد رفضه واستنكاره لأي أشكال الدعوات التي تثير النعرات المناطقية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد والذي يسعى البعض إلى تكريسه من خلال أعمال وتصرفات خارجة عن النظام والقانون والإجماع الوطني. وأشار هادي إلى تواصل العمل لتنسيق الجهود في الأقاليم والمحافظات من اجل استعادة السيطرة على كل مؤسسات ومقدرات الدولة. ومن جانبهم، أكد المحافظون دعمهم الكامل ووقوفهم إلى جانب الشرعية الدستورية ورفضهم لسياسة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح من المسلحين.