أعلنت قوات اللواء خليفة حفتر أن طائرة تابعة لها هاجمت سفينة صيد تنقل شحنة من البنزين إلى ميناء بنغازي، بعدما اشتبهت أنها تحمل إمدادات لمتشددين إسلاميين. ولم يقدم محمد حجازي، الناطق باسم حفتر، تفاصيل عمن يملك السفينة أو من أين انطلقت، لكنه قال إنها تعرضت للهجوم يوم الثلثاء. ويأتي ذلك بعد شن قوات حفتر غارة جوية على ناقلة مازوت يونانية في الرابع من الشهر الجاري، مما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد طاقمها. في الوقت ذاته، أغلق جنود موالون لحفتر ومسلحو أحياء مؤيدون له، معظم شوارع بنغازي، تحسباً لتظاهرة مناهضة له. وأقام الجنود والمسلحون الذين يعرفون بال»صحوات» سواتر ترابية في مناطق رأس عبيدة والماجوري وحي الكرامة (الفاتح سابقاً) والكيش وشارع 20 في المدينة، ومنعوا السكان من مغادرة منازلهم تحسّباً للتظاهرة دُعي إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهالي المخطوفين من المدينة والمحتجزين في سجون تابعة لحفتر في برسس وقرنادة والمرج. وكانت مواقع للتواصل الاجتماعي محسوبة على حفتر و»الفيديراليين» والانفصاليين، هدّدت بقتل كل من يخرج في تظاهرة أمس، وهدم منازلهم وإحراقها. وتزامن ذلك مع إعلان القوات الخاصة الموالية لحفتر حظراً للتجول في بنغازي يستمر حتى فجر اليوم، تحسباً لخروج التظاهرة. وتشهد بنغازي اشتباكات متواصلة بين قوات حفتر و»مجلس شورى الثوار» كان أعنفها في منطقة الليثي ليل الأربعاء. وتمكن مقاتلو المجلس من تدمير سيارة عسكرية تابعة لحفتر، وقتل أحد الموالين له. كما شهدت المناطق الواقعة وسط بنغازي اشتباكات عنيفة استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وسقطت فيها القذائف في شكل عشوائي على أماكن متفرقة خصوصاً منطقة الصابري حيث قتل 3 من جنود حفتر. وفي أقصى الغرب الليبي، تواصلت المعارك بين قوات «فجر ليبيا» ومسلحي «جيش القبائل» والزنتان الموالين لحفتر. وأعلن قائد ميداني في «فجر ليبيا» سقوط تسعة قتلى وستة جرحى من عناصرها جراء الاشتباكات الدائرة في محيط قاعدة الوطية الجوية التي يستخدمها طيران حفتر لشن غارات على مناطق عدة في الغرب. في غضون ذلك، أجرى الفريق المفوض بالحوار في المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) مشاورات مع قادة «فجر ليبيا» للتوصل إلى صيغة موحدة لاقتراحات تعرض في الحوار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة، على رغم أن المؤتمر لم يتخذ قراراً بعد بالمشاركة في الحوار الذي انطلق في جنيف أول من أمس. وأشارت مصادر المؤتمر إلى لقاء عقد في هذا الإطار مساء الأربعاء في مقره في طرابلس. وفي جنيف، عقدت أمس، جلسة عامة أولى جمعت المشاركين في الحوار وجهاً لوجه، بعد جولة محادثات أول من أمس، اجتمع خلالها مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون مع كل مجموعة من المشاركين على حدة. وضمت المجموعات، أعضاء مجلس النواب المنعقد في طبرق، والنواب المقاطعين لجلساته، وأعضاء سابقين في المؤتمر واستشاريين وممثلين للمجتمع المدني. وقالت مصادر مجلس النواب إن أعضاءه المشاركين من دون موافقة رسمية منه، شددوا على شرعية المجلس، ورفض الحوار مع «الإرهابيين والمتطرفين» ومواصلة العمليات العسكرية ضدهم. وتستمر محادثات جنيف إلى اليوم الجمعة، وتعلق في نهاية الأسبوع لتستأنف الأسبوع المقبل، بغية التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة ووقف النار. لكن رفض القوى المتحاربة على الأرض المشاركة في الحوار، ومواصلتها العمليات العسكرية، يلقي ظلالاً من الشك على جدوى الحوار.