دهمت قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر امس، مناطق عصت عليها في بنغازي وخاضت معارك عنيفة مع خصومها الإسلاميين المنضوين في «مجلس شورى الثوار». (للمزيد) وربطت مصادر مطلعة محاولات حفتر لبسط سيطرته على بنغازي، بقرب استحقاقات تشكل ضغوطاً على البرلمان المنعقد في طبرق الذي تبنى عملياته، وأهم هذه الضغوط حكم متوقع من المحكمة الدستورية في طرابلس حول شرعية عقد البرلمان جلساته خارج مدينة بنغازي، التي قضى الإعلان الدستوري الموقت بأن تكون مقراً للمجلس. وبالتزامن، تتصاعد الضغوط على المبعوث الدولي إلى ليبيا برناردينو ليون لإصدار موقف صارم ضد استمرار الاشتباكات في بنغازي، والدعوة إلى وقف العمليات العسكرية، الأمر الذي يراهن عليه الإسلاميون لمواصلة الاحتفاظ بقواعدهم في المدينة. وشنت قوات حفتر مدعومة ب «صحوات» شكلها شباب الأحياء، سوق الحوت (السمك) في منطقة الصابري وحي الزراعية وطريق البحر(معروف بجليانا). وقال شهود في اتصالات هاتفية مع «الحياة»، إن وتيرة القصف المتبادل بين المسلحين الإسلاميين والموالين لحفتر، ازدادت عند التأكد من خلو المساكن والمباني من قاطنيها، الذين غادروا استجابة لنداء قوات حفتر. ولم يعرف على الفور عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا نتيجة الاشتباكات التي ترافقت مع «عمليات دهم عنيفة»، كما أفاد سكان في المدينة. وسبقت ذلك مطالبة الناطق الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة المنبثقة عن مجلس النواب العقيد أحمد المسماري، سكان تلك المناطق بإخلائها قبل حلول ظهر أمس، بالتوقيت المحلي. وقال الناطق في تصريحات بثتها قنوات تلفزيونية: «على أهالي المناطق المذكورة إخلاؤها وتأمين ممتلكاتهم وألا يتركوا أياً من مقتنياتهم الخاصة حفاظاً عليها، مع استعداد القوات لاقتحام هذه المناطق لتأمينها بالكامل». وأكد المسماري أن «غرفة العمليات العسكرية بجميع وحداتها تبرئ نفسها من أي أضرار قد تلحق بالمواطنين في هذه المناطق إذا لم ينصاعوا إلى هذه التعليمات»، مشيراً إلى أن العمليات تستهدف «المجموعات الإرهابية المتحصنة في الأحياء المدنية». وفي الوقت ذاته، أعلنت مصادر «الجيش الوطني» بقيادة حفتر سيطرتها على ميناء بنغازي واسترداد القاعدة البحرية اثر اشتباكات عنيفة مع الإسلاميين، كما أعلنت سيطرتها على ميدان الشجرة وشارع عمرو بن العاص في المدينة. ولم يتسن التحقق من هذه الاأنباء من مصادر مستقلة. ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان، أن سفينة تابعة للبحرية الليبية كانت راسية في ميناء بنغازي، أصيبت بأضرار خلال الاشتباكات، فيما شوهد الدخان يتصاعد من منطقة الميناء التي نقل إليها الجيش في وقت سابق أسلحة ثقيلة لمهاجمة مواقع الإسلاميين. وأفاد مصدر أمني بأن السفينة المصابة بدأت بالغرق. في غرب البلاد، أعلنت قوات «فجر ليبيا» تقدمها نحو مدينة ككلة في جبل نفوسة، لفك الحصار الذي يفرضه عليها مقاتلون من الزنتان و «جيش القبائل» موالون لحفتر. وشهدت منطقة الرابطة بين غريان وككلة معارك عنيفة أمس، بين الجانبين، ولم تتوافر معلومات فوراً عن حجم الخسائر في الأرواح.