أعلن الجيش الليبي سيطرته على مديرية أمن مدينة بنغازي في منطقة المساكن بالمدينة بعد طرد ميليشيات أنصار الشريعة منها. يأتي هذا التطور استكمالًا لسلسلة انتصارات حققتها قوات الجيش الوطني الليبي في منطقتين أخريين ببنغازي، وأفادت مصادر بدخول أرتال كبيرة من الجيش الوطني الليبي، تؤازرها قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر إلى المدينة انطلاقًا من تفويض رسمي من الحكومة والبرلمان، للجيش بمواصلة عملياته القتالية ضد الجماعات المسلحة، فيما وصلت المعارك العسكرية إلى أطراف طرابلس تمهيدًا لاستعادتها من جماعة فجر ليبيا. وفي التفاصيل هناك وحدات من الجيش الليبي المتمركزة في مدينة البيضاء الواقعة على بعد 200 كلم شرق بنغازي دخلت إلى المدينة مدججة بمختلف أنواع الأسلحة والآليات والمدرعات والدبابات، وتمركزت في منطقة حي السلام ونفذت أعمال دهم واعتقال استهدفت مطلوبين في منطقتي دريانة وسيدي خليفة. كما عثرت وحدات الجيش خلال المداهمات على ترسانات من الأسلحة والذخائر في منزل قائد ما يعرف بالقوة الأولى للواء درع ليبيا في منطقة الكويفة شرق بنغازي، وترسانة أخرى من الأسلحة والذخائر في منزل أحد قيادي أنصار الشريعة وسط المدينة، فيما أفادت مصادر ثانية بتواصل المواجهات المسلحة في منطقة أرض زواوة المكتظة بالسكان في مدينة بنغازي بين أفراد من قوات الصاعقة ومسلحين مؤيدين للواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة ومسلحين محسوبين على قوات مجلس شورى ثوار بنغازي من جهة أخرى. وأكدت مصادر محلية مقتل قائد ميداني في كتيبة الدبابات المؤيدة لحفتر خلال الاشتباكات التي جرت في منطقة الفويهات مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي. من جهتها ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المواجهات في بنغازي الخميس خلفت 29 قتيلًا، وهو ما يرفع عدد القتلى في هذه المدينة منذ أسبوع إلى 149 على الأقل. وشن الطيران الحربي الموالي لحفتر غارات جوية على عدة مواقع في منطقة بودزيرة والكويفية في بنغازي الخميس تم التصدي لها بالمضادات الجوية، بينما اندلعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة تواصلت لساعات. وقال شهود عيان: إن اشتباكات مسلحة بدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس بعد هجوم مسلحين من شباب منطقة سيدي يونس والوحيشي وزواوة موالين لحفتر على منزل أحمد العقيلي عضو تنظيم أنصار الشريعة الكائن بمنطقة زواوة. وذكر الشهود أن العقيلي استدعى أفرادًا من تنظيم أنصار الشريعة لصد الهجوم على منزله الذي تستخدم فيه جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وذلك بعدما اشتبك هو وأفراد عائلته مع المهاجمين. وكانت اشتباكات أخرى متقطعة في بنغازي بدأت الأربعاء الماضي وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بالتزامن مع دعوات إلى مظاهرات مسلحة في بنغازي أطلق عليها «انتفاضة 15 أكتوبر» أعلنت حكومة عبد الله الثني (الموالية للبرلمان في طبرق شرقي ليبيا) دعمها لها. وكان حفتر أعلن دعمه لانتفاضة 15 أكتوبر ووعد «بتطهير بنغازي من الجماعات المتطرفة»، بينما حذر مجلس شورى ثوار بنغازي أنه سيتصدى لهذا الحراك بكل قوة. معارك طرابلس وبينما وصلت المعارك العسكرية إلى أطراف طرابلس تمهيدًا لاستعادتها من جماعة فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة، أفادت الأنباء عن استهداف مطار الزنتان بصاروخين من قبل طائرة تابعة لجماعة فجر ليبيا لم تسبب أي أضرار مادية. تغليب الحوار من جهته، دعا رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح قويدر، الليبيين إلى تغليب لغة الحوار والمصالحة، ونبذ الخلافات والفرقة، وإلقاء السلاح، والكف عن اتباع الوسائل التي أسهمت في القتل والدمار بصورة كبيرة في أغلب أنحاء البلاد. وطالب قويدر، في كلمة إلى الشعب، الليلة الماضية، بمناسبة مرور ثلاث سنوات على إعلان تحرير ليبيا، بالتوجه لبناء دولة المؤسسات والقانون، وإعادة تنظيم الجيش وأجهزة الأمن، وتفعيل القضاء، وبسط الأمن، وصياغة الدستور، ونبذ العنف والإرهاب، واحترام دماء شهداء ثورة 17 فبراير الذين استشهدوا من أجل أن تنعم ليبيا بالحرية والاستقرار والتقدم. وأكد التزام مجلس النواب، على الرغم من التطورات التي تشهدها البلاد، بحوار جاد وفاعل بعيداً عن السلاح، ودون إقصاء أو تهميش.