اعلنت رئاسة الأركان الليبية، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، أن عملية "الشروق" للسيطرة على الموانئ النفطية تحرز تقدما في جميع المحاور، وتخوض قوات فجر ليبيا معارك عنيفة في منطقة الهلال النفطي، وكثف الطيران الحربي التابع لقوات حفتر غاراته على مواقع بمنطقتي السدرة وبن جوّاد، في حين شهدت مدينة بنغازي شرق ليبيا اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي، وشنّ المتطرفون سلسلة من الهجمات، أدت إلى مقتل 22 جندياً في هجوم لفجر ليبيا على الكتيبة 136 مشاة التابعة للجيش الليبي أثناء حراسة المحطة البخارية لتوليد الكهرباء غرب مدينة سرت. معارك الهلال النفطي وقال المتحدث باسم عملية "الشروق": إن قوات فجر ليبيا تخوض معارك عنيفة في منطقة الهلال النفطي، مضيفا: إن الطيران الحربي التابع لقوات حفتر كثّف غاراته على مواقع بمنطقتي السدرة وبن جوّاد. كما عثر على 14 جنديا من كتيبة الجالط التابعة لرئاسة الأركان المذكورة مقتولين رميا بالرصاص داخل محطة لتوليد الكهرباء في مدينة سرت شرق طرابلس. ميناء السدرة وقالت مصادر محلية - إن 14 جنديا من أفراد الكتيبة 136 وجدوا مقتولين الخميس رميا بالرصاص في مدينة سرت، داخل مجمع محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في المدينة، علما بأن كتيبة الجالط هي المسؤولة عن حماية وتأمين منشآت حيوية في المدينة. وفي السياق قال مسؤولون: إن صاروخا أصاب الخميس صهريج تخزين في ميناء السدرة النفطي بشرق ليبيا، وهو أكبر موانئ تصدير النفط في البلاد، وسط اشتباكات بين قوات حفتر وقوات فجر ليبيا للسيطرة على أكبر ميناء للتصدير في البلاد. وقال مسؤول في جهاز أمني تابع لحكومة عبدالله الثني التي تعمل من طبرق بشرق البلاد، إن صهريجا قد أصيب، لكن الضرر محدود. وأغلق ميناءا السدرة وراس لانوف المجاور له منذ أن توجهت قوة تابعة للحكومة المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام في العاصمة طرابلس للسيطرة عليهما. واتهم مسؤول أمني بحكومة الثني القوات المناوئة بإطلاق النار على الميناء من زوارق حاولت الرسو في السدرة، وقال: إن القوات الجوية التابعة لحفتر دمرت ثلاثة زوارق حاولت السيطرة على الميناء. لكن إسماعيل الشكري - وهو متحدث باسم قوات فجر ليبيا - نفى الأمر وقال إن الطائرات الحربية التابعة للطرف الآخر قصفت الميناء، مضيفا أن قواته تتقدم من جميع الاتجاهات صوب ميناء السدرة. اشتباكات بنغازي وتواصلت في مدينة بنغازي اشتباكات عنيفة بين قوات حفتر وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. ويحشد الطرفان المتنازعان بالمدينة قواتهما في منطقة الليثي، وهي جبهة جديدة فتح فيها القتال منذ نحو ثلاثة أيام، وتعتبر بحسب قوات حفتر المعقل الأساسي لتجمعات مجلس شورى ثوار بنغازي، حيث حاولت قوات حفتر في اليومين الماضيين اقتحام المنطقة، ولكنها جوبهت بمقاومة شرسة أدت إلى انسحاب تلك القوات ومقتل العديد من أفرادها. وفي غرب المدينة قصفت قوات حفتر تمركزات لقوات مجلس الشورى بالدبابات وصواريخ غراد، تحديدا في منطقتي الهواري وأم مبروكة. وذكر شهود عيان أن هذا القصف استهدف مزارع ومساحات خالية، ولم يوقع أية أضرار بشرية. وفي شرق المدينة شهد محورا الصابري وسوق الحوت هدوءا نسبيا مع وجود بعض المناوشات بالأسلحة المتوسطة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات الموالية لمجلس شورى ثوار بنغازي، استولت على مواقع هامة في منطقة الليثي جنوبي مدينة بنغازي وقتلت نحو عشرين شخصا خلال الساعات ال24 الماضية. وقتل 22 جندياً ليبياً ونحو 24 مسلحاً في معارك بين الجيش الليبي وميليشيات "فجر ليبيا" في سرت وبنغازي، حسب ما أفادت مصادر عسكرية. وتشهد المنطقة المسماة ب"الهلال النفطي" شرق ليبيا، والتي تحوي المخزون الأكبر من النفط صدامات مسلحة بين الجيش الليبي والمجموعات المتطرفة منذ أسبوعين، سعياً وراء السيطرة على منابع النفط. وقال مصدر عسكري: إن "هجوماً مباغتاً شنه مسلحون تابعون لميليشيات "فجر ليبيا" التي تضم مقاتلين من "أنصار الشريعة"، الخميس، على حراس محطة الكهرباء البخارية غرب سرت والتابعين لكتيبة (الجالط) 136 مشاة التابعة للجيش"، لافتاً إلى أن الكتيبة 136 مشاة (الجالط) إحدى الكتائب التابعة للجيش، لكنها مبنية في الأصل على أساس قبلي، كون معظم منتسبيها من قبيلة "الفرجان"، وهم أبناء عمومة للواء خليفة حفتر الذي يقود منذ مايو عملية الكرامة العسكرية ل"تطهير بلاده من الإرهاب". وذكر شهود عيان أن الاشتباكات تواصلت في محيط محطة الخليج البخارية لتوليد الكهرباء، في منطقة القبيبة غرب سرت بين كتيبة الجالط ومسلحين من قبيلة الفرجان من جهة، وميليشيات "فجر ليبيا" و"أنصار الشريعة" من جهة أخرى. وصدت وحدات الجيش المرابطة في "الهلال النفطي" هجوماً عنيفاً لميليشيات "فجر ليبيا" شنته على المنطقة من محاور عدة، من بينها البحر والصحراء. وقال المتحدث باسم غرفة عمليات الجيش في الهلال النفطي علي الحاسي: إن "قوات الجيش صدت هجوماً على المنطقة حاولت من خلاله ميليشيات فجر ليبيا السيطرة على مرفأ السدرة النفطي". الثني يحذّر وحذّرت الحكومة الليبية بقيادة عبدالله الثني من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية مع وصول المعارك مع الميليشيات المتطرفة إلى منطقة الهلال النفطي، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لردع هذه الميليشيات عبر الملاحقات القضائية ودعم الجيش الليبي بما يحتاجه من أسلحة ومعدات. كما حذّرت الحكومة الليبية من انتشار الإرهاب في دول الجوار إذا ما تمكن مقاتلو "فجر ليبيا" من احتلال الموانئ النفطية، فيما اعتبر البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية الهدف من وراء محاولة السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط هو "تمويل الأنشطة الإرهابية" في ليبيا والعالم.