لا يحتاج الشارع الرياضي السعودي إلى أكثر من حدث سلبي بسيط ليحول أبناؤه المنتخب الوطني إلى نكتة يتناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس لم يكن استثناء، فالجماهير السعودية التي رفعت منتخبها حتى لامس السماء فور انتهاء المباراة التي جمعته بخصمه الكوري الشمالي، كانت بعد 10 دقائق فقط من بداية المباراة، بدأت بالتهكم على منتخبها. (للمزيد) المنتخب الكوري الشمالي الذي غاب عن التهديف في البطولة القارية الأكبر، لأمم آسيا، خلال 22 عاماً، كسر عقدته بعد الدقيقة ال10 من المباراة، ما فتح الباب أمام الجماهير السعودية لتقليب المواجع ونقاش المشكلات الرياضية كافة، قبل أن يعود «الأخضر» لتحقيق فوز رباعي الأهداف. وبعد الهدف الثالث تغيرت اللغة وبدأت الجماهير تطالب بزيادة «غلة الأهداف». بعد الهدف الرابع استغرب السعوديون استبدال مدرب منتخبهم الروماني أولاريو كوزمين، المهاجم محمد السهلاوي، إذ كانوا ينتظرون بقاءه في الملعب لزيادة الأهداف، المشهد الرياضي السعودي المتقلب ما عاد مستغرباً محلياً على أقل تقدير، لا سيما أن تعصب جل الجماهير لأنديتها أذاب قيمة مشاركة المنتخبات في بحر المكاسب الشخصية للاعبين وفق أنديتهم. وبعيداً من التعصب في السعودية فإن فوز «الأخضر»، وعلى رغم تأخر مركز الخصم في التصنيف الدولي، يأتي استثناء في مشهد الانتصارات العربية في البطولة، إذ يُعد الفوز الأول لمنتخب عربي على خصم من خارج المنطقة، بعدما كانت الإمارات تجاوزت قطر، فيما تغلب العراق على الأردن، بينما عجزت المنتخبات العربية الأربعة الباقية عن تحقيق أي فوز. الفوز العربي الخالص رفع مستوى التفاؤل في الشارع الرياضي، ما دفع بالبرنامج الجماهيري الوحيد الذي يعرض على القناة الناقلة البطولة «بي إن سبورت» إلى السؤال: «هل تتوقع مشاهدة نهائي بطرفين عربيين في أستراليا؟» لقياس ردود فعل الجماهير العربية التي كانت أول من أمس ودعت اثنين من أهم منتخباتها في البطولة (الكويت وعمان). الأمس جاء محملاً بكثير من الفرح العربي، إذ كان المنتخب الصيني نجح في المباراة الثانية، في المجموعة ذاتها، في تخطي خصمه أوزباكستان، ما يمنح المنتخب السعودي في مباراته الأخيرة أمام أوزباكستان فرصتين للتأهل (بالفوز أو بالتعادل). الجماهير العربية ينتظرها مزيد من الأفراح اليوم، خصوصاً إذا ما لعبت نتائج المباريات المنتظرة لمصلحتها، إذ يلتقي المنتخب الإماراتي نظيره البحريني في مباراة يعني فيها فوز الأول ضمان التأهل وخروج الثاني، بينما يقود العكس إلى الإبقاء على فرص الطرفين، في حال سقط المنتخب الإيراني أمام خصمه المنتخب القطري. وينتظر أن يخوض المنتخب القطري تحدياً بعدما كان سقط في المباراة الأولى بأربعة أهداف أمام نظيره متصدر المجموعة الإمارات، وهو يحتاج إلى الفوز للإبقاء على حظوظه في التأهل، وهو ما يبدو صعباً في ظل الشعبية الجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها المنتخب الإيراني في أستراليا. الأمور تبدو بالتعقيد ذاته بالنسبة إلى البحرين وهي تلاقي الإمارات، إذ كانت خسرت مواجهتها الأولى أمام إيران.