أظهر استطلاع للرأي تراجع شعبية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على رغم أن شعبية حركة «فتح» التي يتزعمها فاقت شعبية منافستها حركة «حماس»، في تطور عُزي إلى الأزمة التي سببتها موافقة السلطة على إرجاء التصويت على تقرير غولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. وتراجعت شعبية عباس إلى 12.1 في المئة، مقابل 17.8 في المئة في استطلاع سابق أجري في حزيران (يونيو) الماضي. ورجح «مركز القدس للإعلام والاتصال» الذي أجرى الاستطلاع أن يكون سبب هذا التراجع، قرار الموافقة على إرجاء التصويت على التقرير الذي أعده القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري، قبل إعادة طرح التقرير في جلسة استثنائية وتبنيه بغالبية 25 صوتاً. وبيّن الاستطلاع أن عباس سيحصل على 16.8 في المئة من الأصوات في حال أجريت الانتخابات في 2010، أي أكثر بقليل مما سيحصل عليه رئيس الحكومة المقالة القيادي في حركة «حماس» إسماعيل هنية (16 في المئة)، وسيتعادل مع عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مروان البرغوثي الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة خمس مرات في أحد السجون الإسرائيلية. غير أن الاستطلاع أكد أن شعبية «فتح» تفوق شعبية «حماس». وقال 40 في المئة من 1200 شملهم الاستطلاع الذي أجري خلال الفترة من السابع إلى الحادي عشر من الشهر الجاري في الضفة الغربية وقطاع غزة، إنهم سيصوتون لمرشحي «فتح» في الانتخابات المقبلة في مقابل 18.7 في المئة سيصوتون ل «حماس». وكشف الاستطلاع أن ثقة الفلسطينيين في جهود السلام التي تبذلها الإدارة الأميركية تراجعت، إذ اعتبر 54 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، أن تحركات الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستئناف المفاوضات لن تغير شيئاً، في مقابل 32.7 في المئة رأوا العكس، فيما اتفق 12.9 في المئة على أنها ستؤدي إلى تفاقم الأمور. يُشار إلى أن الموعد الدستوري لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل. وكانت الورقة المصرية للمصالحة التي اتهمت القاهرة «حماس» بعرقلتها، اقترحت إرجاء الانتخابات إلى 28 حزيران (يونيو) المقبل.