عُقدت الجولة الثانية من الحوار بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» عصر أمس في دارة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي أناب عنه وزير المال علي حسن خليل، فيما حضر عن «المستقبل» مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وعن «حزب الله» معاون الأمين العام للحزب حسين الخليل، وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله. (المزيد) وتناول اجتماع أمس الإجراءات المطلوبة من الفريقين لتكريس خفض الاحتقان المذهبي السني- الشيعي على الصعد السياسية والأمنية والإعلامية. وبموازاة ذلك، تواصلت أمس التحضيرات للحوار المباشر بين زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فاجتمع النائب إبراهيم كنعان ممثلاً عون مع مسؤول التواصل الإعلامي في «القوات» ملحم رياشي لعرض هواجس الفريقين إزاء الأوضاع السياسية في البلاد، في محاولة لتحديد منهجية تسمح للزعيمين بأن يتوصلا الى مقاربة مشتركة حيالها، وقال مصدر قريب من اللقاءات التمهيدية هذه، إن لقاء أمس بين كنعان ورياشي سيعقبه اجتماعهما مساء اليوم مع العماد عون من أجل إطلاعه على ما توصلا إليه، فضلاً عن أن رياشي سيُطلع جعجع على الملفات التي يكونان اتفقا على مقاربتها. وذكر المصدر أن هذه الملفات تتوزع بين القضايا السيادية والوطنية والمسيحية من زاوية حقوق المسيحيين في الدولة والمؤسسات، وأن لقاءات اليومين المقبلين هي المرحلة الأولى من التمهيدات التي ستُتوج بلقاء عون وجعجع في وقت ليس ببعيد، على أن تتبعه لقاءات عدة لاحقاً. وتوقع المصدر أن تتسارع التطورات المتعلقة بالحوار بين القطبين المسيحيين. وتميز المشهد السياسي في بيروت أمس بتصاعد الحملات الإعلامية المتبادلة بين عدد من الوزراء على خلفية الخلافات حول ملف حملة سلامة الغذاء التي كان بدأها وزير الصحة وائل أبو فاعور، فوصف وزير الاقتصاد ألان حكيم تحرك الأخير في ما يخص السكّر الفاسد في مستودعات مرفأ طرابلس بأنه استعراضي، معتبراً أن الإصلاح لا يتم بالإعلام، فيما رأى أبو فاعور أن وضع المخزن كارثي. وتخضع حكومة الرئيس تمام سلام مع مطلع العام الى تجاذبات شتى في شأن العديد من الملفات الاقتصادية والحياتية، منها ملف إيجاد مطمر لنفايات منطقتي بيروت وجبل لبنان، في ظل قرار إقفال مطمر منطقة الناعمة في 17 من الجاري، من دون أن تتمكن الحكومة من إيجاد مطمر بديل لمعالجة هذه النفايات. ويسعى وزير البيئة محمد المشنوق إلى تمديد وجود هذا المطمر لأسباب تقنية، تمهيداً لاتخاذ قرار حكومي بإيجاد مطمر آخر، وإلا ستغرق بيروت ومناطق الجبل بالنفايات إذا أغلق المطمر بهذه السرعة، إلا أن وزيري الحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما وزير الزراعة أكرم شهيب، يرفضان مع أهالي منطقة الناعمة أي تمديد لوجود المطمر الحالي. وفيما تبحث الحكومة في اجتماعها بعد غد الخميس برئاسة الرئيس سلام موضوع النفايات، فإن بداية العام الجديد ستطرح عليها تحدي إيجاد مخارج للكثير من الملفات، في طليعتها سلامة الغذاء وتنازع الصلاحيات حولها بين الوزراء، إضافة الى موضوع النفايات. وتفاعل قرار المديرية العامة للأمن العام لاشتراط مستندات وأوراق ثبوتية لمنح سمة دخول للسوريين القادمين الى لبنان وفق حالات محددة، خصوصاً أنه دخل حيز التنفيذ أمس. وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق إن هدف الإجراءات الحد من دخول السوريين الى لبنان إلا بهدف محدد، وهي جدية. وبينما قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إنه تم تضخيم ردود الفعل على هذه الإجراءات لأنها تنفذ منذ مدة بطريقة غير معلنة، دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى «التمييز بين من هم في حاجة الى إيوائهم من خطر الموت وبين من يقصدون لبنان لأغراض أخرى، رأينا أمثالهم أثناء مسرحية التجديد لبشار الأسد». ورفض تعقيد الإجراءات في حق النازحين.