قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان دمشق «مستعدة لتسهيل انسحاب» القوات الاجنبية من العراق لاستعادة سيادته واستقلاله «عبر تعاوننا في الحفاظ على الامن» فيه وبناء الوحدة الوطنية والمصالحة ب «مشاركة كل مكونات الشعب العراقي»، وأضاف :اننا منفتحون على حل الازمة الراهنة» بين دمشق وبغداد على اساس «تقديم ادلة حقيقة، وهذا لم يحدث». وأعرب المعلم عن «الارتياح من حيث المبدأ» لأن الشرق الأوسط يحتل أولوية لدى الادارة الاميركية والمجتمع الدولي، غير انه اشار الى ان اسرائيل تقابل ذلك ب «تحدي» المجتمع الدولي و «التنكر لبدهيات» السلام. وقال ان تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة «خيار استراتيجي» بالنسبة الى سورية، مشدداً على ان «السلام والاحتلال نقيضان لا يمكن أن يجتمعا». وقال المعلم في كلمة سورية امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انه في هذا العام، خلافاً للسنوات السابقة، نشهد التعامل مع مسألة الشرق الاوسط «منحى مختلفاً، فاحتل موقعاً متقدماً في سلّم الأولويات وفي مباشرة التحرك. وهذا أمر يبعث على الارتياح من حيث المبدأ ونريده أن يثمر. لكن في الوقت الذي نشهد تحرك الولاياتالمتحدة بإدارتها الجديدة ومعها أعضاء مجلس الأمن (...) تطالعنا إسرائيل باستمرار بمواقف وإجراءات تتنكر حتى لبديهيات عملية السلام، متحديةً بذلك إرادات وسياسات حلفائها وأصدقائها والغالبية الساحقة من المجتمع الدولي إن لم نقل كله. بهذا تُظهر إسرائيل اليوم وأكثر من أي وقت مضى وجهها الحقيقي، وجهاً يُكرِّس العنصرية والعدوان ونزعة التوسع فترفض السلام وتتحدى كل الداعين له». وزاد ان إسرائيل «ترفض وقف الاستيطان رغم كونه غير شرعي ويشكل انتهاكاً للالتزامات المفروضة عليها بموجب القانون الدولي، وتستمر في مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء جدار الفصل العنصري وتعمل بشكلٍ مكثف على تهويد القدس وطرد الناس من بيوتهم، وإحلال مستوطنين محلهم»، مشيراً الى ان «حل الدولتين الذي ينادي به المجتمع الدولي هو حل مرفوض من قبل الحكومة الإسرائيلية وما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) حول هذا، لم يكن أكثر من مناورة وشكليات، تناقضها تماماً السياسات التي تنفذها حكومته على أرض الواقع». وتابع ان «السلام والاحتلال نقيضان لا يمكن أن يجتمعا، هذا ما قاله الرئيس بشار الأسد، مؤكداً أن ما ننشده هو السلام العادل والشامل وهو خيارنا الاستراتيجي على أساس تنفيذ القرارين 242 و 338 ومرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية». وعن العراق، قال وزير الخارجية السوري: «أكدنا دائماً، ومازلنا نؤكد، أولوية الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً وضمان سيادته واستقلاله وهويته العربية - الإسلامية. هذا يستدعي وبشكلٍ ملِح وعاجل بناء الوحدة الوطنية العراقية، انطلاقاً من تحقيق المصالحة الوطنية، التي يتعين أن تقوم على مبدأ مشاركة كل مكونات الشعب العراقي». وبعدما ذكر ان سورية دعت ب «استمرار إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من العراق واستعادته استقلاله وسيادته التامة»، قال : «أكدنا استعدادنا لتسهيل هذا الانسحاب من خلال تعاوننا في الحفاظ على الأمن في العراق. نأمل بأن يتمكن العراقيون، بالحوار البنَّاء في ما بينهم، وبالإخلاص لقضية وحدة أرض العراق وشعبه من الوصول إلى الحلول المكرِّسة لعراق موحد قوي ومزدهر». واذ اشار الى ان سورية عملت على تقوية العلاقات مع العراق في مختلف المجالات تضمن إنشاء مجلس للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، قال ان «التفجيرات الإرهابية التي حدثت في بغداد يوم الأربعاء الدامي آلمتنا وأدنَّاها بقوة. لكننا فوجئنا بعد أيام باتهامنا وبما يجافي الحقيقة بأننا نؤوي من هم مسؤولون عن هذه التفجيرات». واعتبر «المزاعم» العراقية والتطورات التي تلتها «أمراً مؤسفاً جداً وهي لا تخدم مصلحة العراق ولا مصلحة سورية»، مؤكدا: «نحن منفتحون على حل الأزمة الراهنة على أساس تقديم أدلة حقيقية، وهذا لم يحدث. نؤكد حرصنا التام، على أرواح ومصالح الشعب العراقي وعلى روابط الأخوة بينه وبين الشعب السوري، ونعبر عن ارتياحنا إلى الجهود التي تبذلها تركيا والأمين العام للجامعة العربية (عمرو موسى) في هذا الصدد». وجدد الدعوة الى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل وعلى ضرورة إلزام إسرائيل تنفيذ قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في 18 الشهر الجاري.