دفعتْ الأجواء «الباردة» التي عاشتها محافظات المنطقة الشرقية، الأسبوعين الماضيين، عدداً من الطالبات إلى الحضور إلى المدرسة ب «بطانيات». فيما دخل عدد من الطلاب الفصول الدراسية ب «فروة». وقررت إدارات مدارس، إيقاع عقوبات على الطالبات اللاتي أحضرن «البطانيات»، للتدفئة داخل المدرسة، كون «الحرم المدرسي لا يقبل مثل هذه التصرفات»، كما قالت مديرة إحدى هذه المدارس. وأبلغت مصادر «الحياة»، أن «تصرف الطالبات بإحضار «بطانيات» ثقيلة داخل المدرسة، واستخدامها للتدفئة في الساحة وداخل الفصول، أثار حفيظة إدارات المدارس، ما جعلها تبادر إلى إيقاع مخالفات على الطالبات، وإلزامهن بتوقيع «تعهدات» بعدم تكرار ذلك». فيما استنكرت الطالبة لمى العمير، «مخالفة وتجريم هذا الفعل، كون المدرسة لا توفر أجهزة تدفئة. فيما نحتاج لمواجهة البرد القارس، بما يتعدى ارتداء «الجاكيت» المعتاد». وفي المقابل، أوضحت فاطمة العبدني (مديرة مدرسة)، إلى «الحياة»، أن «جميع المدارس، وإن كانت على مستوى عالٍ من التأسيس، لا تستطيع توفير أجهزة تدفئة داخل المدرسة»، مستدركة أن «دور الإدارة يكمن في الإرشاد، وإرسال إشعارات وتوجيه الطالبات بالحرص على التدفئة، إضافة إلى تقديم مشروبات ساخنة أثناء «الفسحة»، إضافة إلى تعليق الطابور الصباحي، إذا اشتدت برودة الأجواء، وذلك بحسب الصلاحيات الممنوحة لمديرة المدرسة». وأكدت العبدني، أنه «لا يمكن السماح للطالبة بإحضار «بطانية» داخل المدرسة، لأن هذا التصرف يُعد مخالفة، ولا يمكن اعتبار وضع طالبة تأتي برفقة «بطانية» شكلاً من أشكال التربية والتعليم»، لافتة إلى أن من قمن بهذا التصرف «يقصدن لفت النظر، وليس التدفئة». وأوضحت، أن «مخالفة الطالبة قد تكون على شكل تنبيه، أو استدعاء ولي الأمر، وذلك يخضع لنظام ولوائح السلوك والمواظبة». وأكدت «حرص إدارة المدارس والمرشدات، بحسب التعاميم والأنظمة، على متابعة حالات الطالبات المادية الضعيفة عبر برنامج «تكافل». و يبدو الوضع مختلفاً في مدارس البنين، فلا تُعدّ رؤية طالب يرتدي «فروة» (معطف طويل مصنوع من فراء الأغنام) غريبة، وبخاصة في ذروة الشتاء. وأكد مدير إدارة الإرشاد الطلابي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالله الهدباء، أن «بعض الطلاب حضروا إلى فصولهم الدراسية، وهم يرتدون «الفروة»، مشيراً إلى أن ذلك «لا يُعدّ مخالفة». وقال الهدباء، في تصريح إلى «الحياة»: «إن بعض الطلاب يواجهون البرودة الشديدة التي تشهدها المنطقة الشرقية هذه الأيام بملابس ثقيلة، قد تصل إلى «الفروة». فيما حضرت طالبات ب «غطاءات» ثقيلة للتدفئة»، وحتى «سكارف» (قطعة من القماش مربعة الشكل، يمكن ارتداؤها كوشاح للرأس أو وضعها على شكل شال تزيني للملابس)، لافتاً إلى أن ذلك «لا يُعدّ مخالفة إطلاقاً، وبخاصة أن طبيعة تصميم المدارس في المملكة من دون عوازل، فيما الممرات مكشوفة، واتجاه النوافذ نحو الشمال». ورفض مدير إدارة الإرشاد الطلابي في الشرقية، توجيه اللوم إلى الطالبة في حال إحضار البطانية، «وإنما على المناوبة والمراقبة الصباحية، التي لم تلاحظ دخول الطالبة ب «البطانية»، وتمنعها من ذلك، أو تسحبها منها»، مؤكداً أنه «لا يوجد نص أو لائحة تمنع دخول البطانيات إلى المدارس، فلا تخالف الطالبة، أو يخصم من درجاتها لقيامها بهذا السلوك. وإنما يتم توجيهها بإجراء داخلي».