أنعشت موجة البرد القارس التي تشهدها المملكة الطلب على المستلزمات الشتوية، فبعد فترة من الركود نفض تجار هذه المستلزمات الغبار عن سلعهم، واستعدوا لاستقبال الزبائن لحصد مبيعات وارباح عالية وغير مسبوقة. واكد عدد من الباعة ل«اليوم» اثناء جولة لها في اسواق الملابس بالدمام والخبر وبعض الاسواق الاخرى ان البرد الشديد زاد الاقبال على شراء مستلزمات الشتاء، وزاد الطلب على الملابس الشتوية، واشعل تجارة الفحم وزاد الطلب على البشوت والصدريات والفراء والبطانيات بأنواعها، كما ارتفعت مبيعات مختلف وسائل التدفئة. وعمدت محلات بيع الملابس إلى تغيير معروضاتها من الملابس الصيفية والخريفية إلى ملابس شتوية وإبراز الموديلات الحديثة بداية من الفروة وانتهاء إلى البيجامات والجاكيتات وهو ما يزيد من مبيعات المحلات واستمرار انتعاش مبيعات الملابس بعد الانتهاء من موسم العيد والدخول مباشرة إلى فصل الشتاء، حيث بدأ التزاحم من المستهلكين في الاسواق لشراء احتياجاتهم، ما ادى الى ارتفاع أسعار الفرو والمشالح والملابس الشتوية بشكل عام في المنطقة الشرقية. في حين أكد بعض المستهلكين ان موجة البرد التي تشهدها عموم مناطق البلاد رفعت اسعار لوازم فصل الشتاء من ألبسة واجهزة تدفئة وسخانات مياه وبطانيات بشكل ملحوظ. اسعار الملابس المستوردة في ارتفاع مستمر حيث اسعار البيجامات الشتوية من 80 إلى 120 ريالا للبيجامة الرجالية وتتراوح اسعار بيجامات الأطفال بين 50 و75 ريالا، أما الفروات فتتراوح أسعارها بين 300 و2000 ريال. وأشار مراقبون الى ان دخول فصل الشتاء يزيد الطلب على الملابس الشتوية بنسبة 20 بالمائة ما يؤدي إلى انتعاش في مبيعات الملابس متوقعين ان تشهد الأسعار زيادة بنحو 25 بالمائة، مقدرين حجم مبيعات الملابس الشتوية بما يقارب 700 مليون ريال. وبين عدد من الباعة في محلات الملابس أن دخول فصل الشتاء بعد موسم عيد الأضحى زاد من مبيعات المحلات ووصلت إلى مستويات مرضية باعتبار أن قطاع الملابس الجاهزة أساسيا في اغلب المناسبات. وأشار أحمد الغامدي «مستثمر في قطاع الملابس الرجالية» إلى أن اسعار الملابس المستوردة في ارتفاع مستمر حيث تشهد اسعار البيجامات الشتوية من 80 إلى 120 ريالا للبيجامة الرجالية وتتراوح اسعار بيجامات الأطفال بين 50 و75 ريالا، أما الفروات فتتراوح أسعارها بين 300 و2000 ريال، مبينا ان اسعار الفروات الصينية تصل إلى 150 ريالا، فيما تصل اسعار فروات الأطفال إلى 80 ريالا. وقال الغامدي: ان الإنتاج الصيني للملابس الشتوية اغرق السوق السعودي بجميع منتجاته ويعرض بأسعار اقل بفارق كبير عن منتجات الشركات المتخصصة في الملابس الرجالية وهي غالبا ما تكون بجودة اقل. ويشير حاتم الشمري «صاحب محل» إلى أن الملابس الشتوية الداخلية والخارجية للأطفال تحظى بالنصيب الأوفر في المبيعات وهي تشكل ما يقارب 50 بالمائة من إجمالي البضائع وتحظى باسعار معقولة وفي متناول الجميع، مبينا ان المحلات تتنافس فيما بينها باستقطاب الملابس الشتوية والموديلات الجديدة بأنواعها واشكالها وشكا بعض المواطنين من استغلال أصحاب محلات الملابس هذا الإقبال المتزايد في مضاعفة الأسعار. وقال عمر عثمان: إن أصحاب محلات الملابس يسعون لتحقيق أرباح مالية هائلة من المواطنين نتيجة اقبالهم على شراء الملابس الشتوية، داعيا الجهات ذات العلاقة للتحرك ومراقبة الأسواق لمنع استغلال المواطنين. واشار الى جشع تجار الملابس الشتوية ورفع الأسعار بنسب كبيرة، تصل الى الضعف في بعض المحلات، مستغلين إقبال كثير من المواطنين على الشراء. وقال مصطفي الدوسري (بائع) : ان البرد الشديد انعش مبيعات الملابس الشتوية، وزاد الطلب عليها بنسبة 20 بالمائة، واضاف ان الطلب زاد على كل انواع الملابس الشتوية، وسجلت الاسعار زيادة بلغت نحو 15 بالمائة، نتيجة لزيادة اسعار المواد الاولية والشحن والتأمين وانخفاض الدولار، واوضح انها تعتبر زيادة طفيفة مقارنة بالارتفاعات الحاصلة في قطاعات اخرى. واشار الى ان موجة البرد الشديد رفعت مبيعات الملابس الشتوية، وبين ان معدل المبيعات اليومي يتراوح بين 150 و200 قطعة من مختلف الانواع، لكنه اشار الى ان هذا الحجم يظل اقل من مثيله في المناسبات كالاعياد وموسم السفر على سبيل المثال. بدوره، قال المستهلك حسن القحطاني بينما كان يقيس سترة من الفرو: لم استطع تحمل البرد القارس وقصدت السوق لشراء بعض الملابس الثقيلة. وبين ان الاسعار مرتفعة هذا العام وانه سيقتصر على شراء سترتين فقط تماشيا مع الوضع العام الذي يدعو الى الاقتصاد وترشيد الانفاق. وشهد سوق البطانيات ارتفاعا حادا في الطلب عليها وسجلت اسعارها زيادة في مختلف انواعها واشكالها سواء المفردة او المزدوجة او الخاصة بالاطفال، لكن تظل البطانيات الصينية هي الارخص، لكنها غير مرغوبة. وقال المواطن نايف العجمي: ان البرد الشديد يستلزم المزيد من البطانيات والملابس الشتوية وانه اصطحب زوجته لشراء ما يحتاجونه منها، وأشار الى انه فوجئ بغلاء اسعارها سواء المحلية او المستوردة من اسبانيا او كوريا والصين وغيرها وعبر عن استيائه من ارتفاع الاسعار، قائلا ان ما كان بالسابق ب 100 ريال اصبح الان ب 500 ريال. وقال البائع عبدالله عبد الرحمن، من احد محلات بيع البطانيات والديباج: ان الاقبال على البطانيات سجل ارتفاعا خلال الاسبوع الماضي وتركز على البطانيات السميكة، وبين ان الزبائن اليوم لا يهمهم النوع بل يبحثون عن الرخيص، واشار الى وجود بديل صيني رخيص، لكنه ليس بجودة الانواع الاخرى. وبين ان سعر الصيني يتراوح بين 120 و180 ريالا اما الكوري فيبدأ من ال 300 الى 400 ريال. واكد ان الحركة واقفة بالسوق وانها اخذت تنشط رويدا رويدا. بدوره قال البائع بلال الغامدي: ان نسبة الزبائن من الدول المجاورة كالبحرين و الكويت انخفضت من 90 بالمائة الى 40 بالمائة، وانهم يبحثون كثيرا للحصول على الارخص، واضاف ان هناك زيادة في الاسعار وصلت الى 23 بالمائة، بسبب ارتفاع سعرها من الوكلاء. واوضح ان المنتجات الكورية تستحوذ على نسبة مبيعات اكبر من غيرها بسبب اسعارها المعقولة وجودتها، بينما خف الطلب على النوع الاسباني المعروف بجودته وغلاء ثمنه. من جانبها قالت ام محمد ان اسعار البطانيات مرتفعة كغيرها من المواد الاستهلاكية، وحذرت من عمليات الغش التي يتبعها بعض الباعة، لا سيما الاسيويين، اذ يبيعون الصيني على انه كوري، كما انهم يوهمون الزبائن برخص الاسعار، بينما هي في الواقع مرتفعة عن السعر الاصلي. وسجلت مبيعات السخانات والدفايات انتعاشا كبيرا، وتأتي الدفايات الكهربائية بالمرتبة الاولى التي تعمل بالماء والزيت والفريون، وهي انواع اكثر امانا من الانواع الاخرى لكنها اغلى سعرا. وقال رمزي الهاجري ، مسؤول مبيعات الاجهزة المنزلية في احدى الشركات ان الطلب ارتفع على اجهزة التدفئة بأكثر من 35 بالمائة بسبب انخفاض درجات الحرارة. واضاف ان اسعار تلك الاجهزة ارتفعت بنسب تراوحت بين 10 و20 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، ليس بسبب زيادة الطلب، ولكن لأن اغلب الشركات العالمية رفعت اسعارها. وتوقع استمرار ارتفاع المبيعات خلال الاسابيع المقبلة بفعل زيادة الطلب الحالية باعتبارها بضائع موسمية تنشط في مثل هذه الاوقات وتشهد ركودا بقية العام.