أمام موجة البرد القارس التي ضربت الرياض والمنطقتين الشمالية والشرقية خلال الأيام القليلة الماضية، اضطرت عدد من مدارس البنات بالرياض إلى السماح للطالبات باصطحاب البطانيات وارتداء (الفروات) اتقاء للبرد الشديد، وذلك بعد أن سحبتها منهم خلال الأيام الماضية بداعي أن الوضع طبيعي ولا يستلزم القيام بذلك، وبررت المدارس قيامها بذلك كون طبيعة الطقس والتغير المناخي المفاجئ جعلاهم يتراجعون عن هذا القرار تغليبا للمصلحة العامة. وكانت درجة الحرارة لامست خلال اليومين الماضيين درجة الصفر المئوي في ساعات الصباح الباكر، وتجاوزت احتياطات المدارس ذلك إلى تجهيز أوانٍ تحتوي على الماء الساخن للإسهام في تدفئة الطالبات في القاعات الرئيسية للاختبارات؛ وهو ما يعد سابقة فريدة من نوعها. وتوضح الطالبة سعاد علي (أول ثانوي) أن الحاجة أم الاختراع؛ لذلك لجأت بعض المدارس إلى وسائل مختلفة لتدفئة الطالبات، وأضافت: “هذه الطريقة قد تسهم في زيادة شعور الطالبات بالبرد بعد ثوان من وضعها يدها في الماء الساخن للتدفئة، إضافة إلى ذلك هناك مخاوف من إسهامها في انتشار أمراض الإنفلونزا بسبب طبيعة الجو الباردة”. وتوافق الطالبة سامية الفايز (ثالث متوسط) زميلتها سعاد، وتؤكد أن الطالبة يجب أن تعمل حسابها بارتداء ملابس ثقيلة تشعر معها بالدفء، دون الحاجة إلى هذه الطرق البدائية التي لها مساوئ أكثر من الإيجابيات. وعن ارتداء الطالبات ل (الفروات) تشير الفايز إلى أن ذلك غير مفضّل، خصوصا عندما تخرج الطالبة إلى الشارع، حيث سيكون شكلها غريبا وغير مقبول، وتضيف: “أنا ضد ذلك، ولو سمح لي بارتداء الفروة فلن أفعل؛ كون الفروات أنسب إلى الذكور من الإناث”. وأبدت المعلمة منى العنزي خوفها من تحول لبس الفروات إلى موضة دارجة في المدارس، وقالت: “الطالبات يحاكي بعضهن بعضا في أمور كهذه، والسماح لهن بارتداء ما يرغبن في ارتدائه من ملابس وفروات سيكون في غير الصالح العام، وستتنافس الطالبات على إثبات الوجود، وستتحول الفروة من وسيلة للتدفئة إلى وسيلة للتباهي والاستعراض”. وعن السماح بها في المدارس تعلق العنزي: “أنا معها في هذا التوقيت لكن بشروط محددة، وتكون بألوان موحدة؛ فالطقس بارد جدا خلال هذه الأيام، وقد سمح في وقت سابق بارتداء مثل هذه النوعية وكانت هناك إشكالات كبيرة، وما أتمناه أن تقنن الأمور بشكل جيد؛ حتى لا تستغل بالطريقة الخاطئة”. وفيما يخص تحولها إلى ظاهرة اجتماعية تقول نورة حمد (معلمة متوسطة): “الأمر متوقع إلى حد كبير، الخوف من خروجها من المحيط المدرسي إلى الشارع، حينها ستتنافس الفتيات على لفت الأنظار وشراء الفروات ذات الأثمان الباهظة، وستكون حينها موضة وصرعة جديدة في أوساط النساء اللاتي يتسابقن من أجل التنافس على كل جديد وفريد”. وتزيد المعلمة نورة: “الخوف أن تتحول الفروة إلى إكسسوار مكمل لزينة المرأة، وحينها ستنقلب المفاهيم، وربما نشهد فروات للصيف وأخرى للشتاء، وربما تستبعد العباءات النسائية وندخل في زمن الفروات”.