كشف حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض بزعامة حسن الترابي عن حوار مباشر سيجمعه مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم من دون شروط مسبقة بعد تجاوز مرحلة الحوارات السرية في أكبر تطور للتقارب بين الطرفين، سيؤدي إلى تصدع التحالف المعارض. وقال نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبدالله حسن أحمد أن حزبه بدأ بإعداد مبادرة شاملة للإصلاح في البلاد، وتشكيل لجان للدخول في حوار مباشر مع الحزب الحاكم بشأن وثيقة الإصلاح التي طرحها الرئيس عمر البشير للحوار مع القوى السياسية. ورأى أن الحزب الحاكم هذه المرة جاد في تقديم التنازلات، موضحاً أنه من الشجاعة أن يتقدم ويطلب الإصلاح، بخاصة أن الفترة المقبلة تشهد بداية الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. في سياق متصل، أوضح نائب مسؤول القطاع السياسي في الحزب الحاكم سيد الخطيب أن لدى حزبه تفاهمات مع الترابي ورئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي. وقال إن الحزب الحاكم حريص على طاولة حوار تجمعه مع القوى السياسية والمجموعات المسلحة، مشيراً إلى أن المفاوضات بين حكومته ومتمردي «الحركة الشعبية- الشمال» المقررة في 13 الجاري في أديس أبابا يمكن أن تنهي الأزمة قبل انضمام هؤلاء إلى طاولة الحوار الوطني. الى ذلك، طالبت حركة «الإصلاح الآن» بقيادة غازي صلاح الدين، البشير بإطلاق ثورة تصحيحية لتفادي حصول اضطرابات في السودان. وقال القيادي في حركة «الإصلاح الآن» أسامة توفيق في تصريح على موقع الحركة إن البشير أمام خيارين «الوفاق الوطني أو الطوفان. وإذا حدث الطوفان فلن يستثني أي أحد». وأضاف: «يجب تحقيق وفاق وطني من أجل تفادي حدوث أي اضطرابات أمنية مثل جنوب السودان وأفريقيا الوسطي». على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين عن بدء خطوات فعلية مع السلطات المصرية لتشكيل قوة مشتركة لتأمين الحدود بين الدولتين، وأقر بوجود مشكلة بينهما بشأن «مثلث حلايب»، مشيراً إلى ضرورة حلها بالحوار. وصرح حسين أمس، عقب عودته من القاهرة، حيث أجرى محادثات مع وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي، أنهما ناقشا في لقاء استمر ساعتين ونصف الساعة بحضور مدير الاستخبارات المصرية اللواء محمد فريد التهامي، سبل تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين والتعاون، وتم الاتفاق على إنشاء قوة مشتركة سودانية - مصرية لمراقبة الحدود. وأضاف أن زيارته «تؤكد استمرار التواصل الذي سيُستَكمل بزيارة قريبة لوزير الخارجية السوداني علي كرتي إلى القاهرة»، لافتاً إلى أنه درس مع السيسي افتتاح المعابر البرية بين البلدين، والتعاون في مجالات المياه وتنفيذ المشروعات المشتركة الموقعة سابقاً بين البلدين. ولفت حسين إلى أن حصة مصر من مياه النيل لن تتضرر مطلقاً من جانب السودان، مؤكداً حرص الخرطوم على تنفيذ بنود الاتفاقات حول مياه النيل منذ عام 1959. وجدد حرص السودان على التعاون الثلاثي بين السودان ومصر وإثيوبيا في ملف مياه النيل، مضيفاً أنه ناقش مع السيسي تقرير لجنة الخبراء بشأن سد النهضة والتوصيات التي خرجت بها، وأهمية النظر في توزيع المياه. وتابع: «لدى السودان علاقات ممتازة مع الشقيقة إثيوبيا، وعلاقاتنا مع معظم دول الجوار غير موجهة ضد دولة أخرى، وحريصون على أن يلعب السودان دوره الإقليمي كما هو مقدَّر لنا». إلى ذلك، أكد القائم بأعمال السفارة المصرية في الخرطوم وائل بركات، عدم ممانعة الحكومة المصرية في أن تصبح منطقة «حلايب»، وكل المناطق الحدودية مناطق تكامل بين مصر والسودان، مشيراً إلى أن حل مثل هذه القضايا يكمن في عدم إثارتها إعلامياً.