بعد برود العلاقات بينهما عقب الاطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، يشهد موقف الخرطوم تجاه مصر تحولاً كبيراً، إذ يتوجه وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين إلى القاهرة اليوم، في زيارة رسمية تمتد ليومين، حيث سيجري محادثات مع نظيره المصري المشير عبدالفتاح السيسي. كما يزور وزير الخارجية السوداني على كرتي العاصمة المصرية خلال أيام. وكشفت معلومات أن محادثات حسين والسيسي ستركز على ملفات الحدود والأمن وعمليات التسلل، بهدف إزالة الهواجس المصرية عن دعم سوداني لجماعة الاخوان المسلمين في مصر بالسلاح. وذكرت تقارير أن زيارة كرتي إلى القاهرة تأتي بطلب من السودان، بعد زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إلى الخرطوم في وقت سابق، ومن المتوقع أن يناقش وزيرا الخارجية ملفات خاصة باللجنة الوزارية المشتركة. ورجحت مصادر مطلعة أن يزور وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى القاهرة بعد زيارة وزيري الدفاع والخارجية. وأكدت مصادر ديبلوماسية في الخرطوم أن كل المؤشرات تؤكد أن العلاقات بين السودان ومصر تمضي في اتجاه مزيد من التعاون والتنسيق لدفع العلاقات نحو الأفضل بعد فترة برود التي سادت عقب عزل مرسي الذي تعاطفت معه الخرطوم بحكم الترابط بين الاسلاميين في البلدين. وأكد السفير السوداني في القاهرة كمال الدين حسن خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، أن الحديث حول دعم النظام السوداني لجماعة الإخوان في مصر ومدها بالسلاح من طريق الحدود الجنوبية عارٍ تماماً عن الصحة، موضحاً أن الرئيس السوداني عرض على قيادة الجيش والرئاسة المصريين تشكيل قوة مشتركة من الجيشين لحماية الحدود. وعن اتهامات المعارضة السودانية لنظام البشير بدعم «الجماعات الإرهابية» في مصر، أقرّ السفير السوداني بحصول عمليات تهريب سلاح على الحدود المصرية - السودانية لكنها ليست ممنهجة أو منظمة. وجدد تأكيده حرص السودان على معالجة القضايا الخلافية عبر الحوار والتفاهم، من بينها النزاع على مثلث حلايب وشلاتين، داعياً وسائل الإعلام إلى البعد عن الإثارة وعدم تأليب المشاعر الشعبية في قضايا يمكن معالجتها في إطار من التعاون والأخوة. وأعلن السفير السوداني في القاهرة أن أزمة سد النهضة الإثيوبى تتطلب حواراً جاداً بين مصر والسودان وإثيوبيا، للتوصل إلى حل يرضي كل الأطراف، مؤكداً أن الخرطوم لن تتخذ موقفاً يضر بأمن مصر المائي والقومي. من جهة أخرى، تُستأنف في 13 الجاري في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا المفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» بعد توقف دام نحو سنة.