اتفق الرئيسان السوداني عمر البشير والمصري محمد مرسي مساء أمس الأول على رفع تمثيل اللجنة المشتركة بين الجانبين إلى مستوى الرؤساء من أجل ترقية علاقات البلدين، ومنح البشير مصر قطعة أرض شمال الخرطوم لإقامة منطقة صناعية بمساحة مليوني متر مربع. في الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية السوداني أنَّ المباحثات بين الرئيسين لم تتطرق إلى ملف منطقة مثلث حلايب، وهو محلُّ نزاع حدودي قديم بين البلدين. من جانبه، أكَّدَ الرئيس السوداني، في كلمةٍ ألقاها في جلسة المباحثات المشتركة التي عقدها الطرفان مساء أمس الأول، حرص بلاده على استقرار مصر واستعداده لتسخير كافة مقدراته البشرية والمادية لتحقيقه. وقال البشير «إنَّ ما يعتري مصر يضار منه السودان»، مشيراً إلى تطلع السودان لأن تستعيد مصر أدوارها الفاعلة في المنطقة بعد أن أصابها الركود لفترة طويلة. وأضاف البشير أنَّ السودان يتطلع كذلك إلى دور إيجابي لمصر في جنوب السودان. من جانبه، أكد الرئيس المصري أنَّ مصر تسعى إلى تكامل اقتصادي حقيقي بين مصر والسودان. وشدد على أن الظروف التي تمر بها مصر عقب ثورة 25 يناير وسعي شعبها نحو العدالة الاجتماعية لم تشغلها عن هموم عالمها. وأعلن أنَّ بلادَه ستسعى لفتح حوار بين جوباوالخرطوم، مؤكداً أنَّ القاهرة ستواصل دورها المساند للسودان ولدولة الجنوب بما يسهم في تعزيز السلام بين البلدين. ولفت إلى سعي مصر لدمج مختلف الحركات الدارفوريَّة في اتفاقية السلام فضلاً عن دعمها لمؤتمر إعادة دارفور، المقرر عقده في الدوحة الشهر الجاري. إلى ذلك، وصف وزير الخارجية، علي كرتي، الزيارة ب «التاريخية بالنسبة للبلدين في وقت لم تكن فيه هناك زيارة لرئيس مصري للخرطوم في التاريخ القريب». وقال كرتي، في تصريحاتٍ عقب وصول مرسي، إنَّ الزيارة ستفتح أبواباً تُزيل غشاواتٍ كثيرةً شابت علاقات البلدين وسيتم التباحث خلالها على ملفات التعاون السياسي والأمني والإقليمي ودور مصر في العلاقات مع دولة جنوب السودان. وزاد أنَّ هناك إرادةً مصريَّةً حقيقيةً الآن لإزالة القضايا التي ظلت تعكر صفو العلاقة بين البلدين، وفتح أبواب لحوار حقيقي، لافتاً إلى أن التعاون بين السودان ومصر في ملف مياه النيل يسير بخطوات جيدة بعد الشكوك التي كانت تنتاب العلاقات في ظل النظام المصري السابق. واستدرك بقوله «حلايب وملف المياه لن يكونا من الملفات المطروحة أمام طاولة مباحثات الرئيسين». وفيما يتعلق بالقضايا على المستوى الثنائي، أوضح كرتي أنَّ القضايا التجاريَّة والاقتصاديَّة، والاستثمار في البلدين، وتمديد الكهرباء، وفتح الطرق العابرة بين الدولتين واكتمال بناء المعابر الحدودية هي القضايا المُلحَّة حالياً. وفي رده على سؤال حول «تأخر» زيارة مرسي للسودان، اعتبر كرتي أنَّ «الزيارة تحكمها ظروف الإخوة في مصر، ونحن لا نرى أنها تأخرت؛ فنحن على دراية بتفاصيل ما يجري هناك، نعتقد أن هذا الوقت المناسب لهذه الزيارة». خريطة توضح موقع مثلث حلايب محل النزاع الحدودي بين مصر والسودان