تسلمت الكولونيل في الشرطة جميلة بياز مسؤولية قيادة الأمن في الوسط التجاري للعاصمة الأفغانية كابول، ما يشكل ظاهرة في البلد حيث تضاءلت حقوق النساء في ظل حكم «طالبان». وعيّن أربعة مرافقين بدلاً من اثنين، بحسب العادة، للكولونيل جميلة التي تعمل في سلك الشرطة منذ 30 سنة، وتتمتع بخبرة كبيرة في التحقيقات. وأكدت جميلة أنها ستركز على عملها وحماية النساء بصرف النظر عن الأخطار التي تواجهها، فيما أكد مسؤول حكومي أن تعيينها يؤكد قدرة المرأة الأفغانية على تولي مهمات أمنية دقيقة وإنجازها على أفضل وجه. على صعيد آخر، حذر جون سوبكو، المفتش العام الأميركي الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، في تقرير رفعه الى الكونغرس، من ان حجم الإنتاج الهائل للأفيون الذي يغذي الفساد ويموّل حركة «طالبان» المتمردة يهدد بتحويل هذا البلد الى «دولة جريمة ومخدرات» في السنوات المقبلة. وقال سوبكو: «في ظل عدم وجود برامج فاعلة لمكافحة المخدرات وغياب ارادة سياسية افغانية لمعالجة هذه المشكلة الخطرة جدّياً، قد يصبح تحول افغانستان الى دولة جريمة ومخدرات أمراً واقعاً». وأضاف: «بوجود 290 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بالخشخاش في افغانستان توفر 90 في المئة من اجمالي الإنتاج العالمي للأفيون ينتج الفلاحون الأفغان كميات لا سابق لها في العصر الحديث، علماً ان مساحة الأراضي المزروعة بالخشخاش زادت من 8 آلاف هكتار حين اطاح التحالف الدولي نظام طالبان عام 2001، الى 516 ألف فدان العام الماضي. وأكد المفتش العام ان «الوضع في افغانستان ميؤوس منه والآمال ضئيلة بحصول تحسن هذه السنة او بعدها»، إذ لا تملك واشنطن او كابول استراتيجية واضحة لمكافحة تجارة المخدرات في شكل فاعل». ورغم إنفاق الولاياتالمتحدة 7 بلايين دولار منذ 2002 على برامج لمكافحة المخدرات، و3 بلايين اخرى على برامج لزراعات بديلة، تفتقد واشنطن استراتيجية واضحة في هذا المجال. وأسف سوبكو لواقع ان الحجم الهائل لتجارة المخدرات «يسمم» القطاع المالي الأفغاني، و«يقوض شرعية الدولة الأفغانية من خلال تعزيز الفساد وشبكات الإجرام»، محذراً من وجود مسؤولين في القوات الحكومية يشجعون المزارعين على زراعة الخشخاش. وتفيد ارقام الأممالمتحدة والحكومة الأفغانية بأن تجارة المخدرات الدولية انطلاقاً من افغانستان، اكبر منتج للأفيون في العام، تستفيد منها «طالبان» بالدرجة الأولى، إذ تحصل على ما بين 100 و400 مليون دولار سنوياً من هذه المادة. وفي فيينا، اعلن وزير مكافحة المخدرات الأفغاني دين محمد مبارز رشيدي بعد لقائه كبير مسؤولي الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات يوري فيدوتوف، ان بلاده تحتاج مساعدات مالية اضافية لحربها ضد المخدرات. وقال الوزير الأفغاني: «حتى نقنع المزارع الأفغاني بعدم زراعة الخشخاش، نحتاج الى توفير مصدر رزق آخر له، لذا يجب توفير مزيد من الموارد المالية لمكافحة هذه الظاهرة، وتشديد العقوبات على تجار المخدرات» وتابع: «نأمل بأن تتراجع الزراعة والإنتاج هذه السنة». ولم يتضح مدى استجابة المانحين لمناشدة الوزير الأفغاني، لكن فيدوتوف قال إن «مؤتمراً للمانحين سيُعقد في طوكيو هذه السنة».