اظهر تقرير صادر عن الاممالمتحدة نشرت نتائجه الاثنين ان المساحات المزروعة بالافيون في افغانستان تتجه الى الازدياد للسنة الثالثة على التوالي على رغم الجهود المبذولة لاجتثاث هذه الزراعات من جانب المجتمع الدولي والسلطات الافغانية. واشار مكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في تقريره السنوي الى ان "المساحات المزروعة بالخشخاش لن تزيد في المناطق التي كانت تنتج هذا النبات في العام 2012 وحسب... لكن ايضا في المناطق التي كانت زراعة هذا النوع فيها معدومة". وتستحوذ افغانستان على 90% من الانتاج العالمي للافيون، المخدر الذي يشتق منه خصوصا الهيرويين. كما ستزيد المساحات المزروعة بشكل اساسي في جنوبافغانستان، بما في ذلك ولاية هلمند التي تعتبر معقلا لطالبان وتضم نصف الانتاج الافغاني للافيون، بحسب التقرير. اما ولاية هرات في شمال غرب البلاد على الحدود مع ايران، فهي المنطقة الافغانية الوحيدة التي ستتراجع فيها المساحات المزروعة بالخشخاش، وفق تقرير الاممالمتحدة. وتشكل الاسعار المرتفعة للخشخاش، اذ تباع هذه النبتة حاليا بمعدل 160 دولارا للكيلو الرطب، المحفز الرئيسي لدى المزارعين لزرع هذا النوع من النبات، بحسب هذا التقرير الذي يقيم ايضا رابطا بين انعدام الامن والمساعدات التي يتلقاها المزارعون وانتاج الافيون, واوضح التقرير الذي اجري في الفترة الممتدة بين كانون الاول/ديسمبر واذار/مارس ان "القرى التي يقل فيها الامن والتي لم يتلق مزارعوها مساعدات خلال السنوات السابقة هي، طبيعيا، الاكثر قابلية لزرع الافيون في العام 2013". وتسعى السلطات الافغانية من جانبها الى تلف 15 الف هكتار من حقول الافيون خلال هذا العام، اي اقل بقليل من 10% من المساحات المزروعة في البلاد. ويستفيد سوق الافيون من تعدد اللاعبين في النزاع الافغاني خصوصا حركة طالبان التي تجني سنويا ما لا يقل عن 100 مليون دولار عبر فرض الضرائب على هذه السوق غير الشرعية، وفق مسؤولين اميركيين وافغان. كما ان زراعة الخشخاش التي تشكل احد ابرز مصادر الدخل في الاقتصادات الاكثر هشاشة في العالم، تنمي الفساد الذي ينهش افغانستان على المستويات كافة.