اتفقت قيادتا تيار «المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» على معاودة الاتصالات بينهما وتهدئة السجال الذي دار قبل أسبوعين على خلفية تصريحات أدلى بها رئيس «الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط واستدعت رداً من مصدر في «المستقبل». وجاء هذا التطور بعد زيارة قام بها وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور لرئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة قبل 4 أيام جرى خلالها البحث في العلاقة بين الجانبين. وكان الفريقان حرصا على حصر السجال بينهما، فأصدر زعيم «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تعليمات الى قادة التيار، والسنيورة إلى نواب الكتلة تعليمات بعدم الرد على تصريحات جنبلاط والاكتفاء بما صدر عن مصدر مسؤول في تيار «المستقبل» بعد ان كان جنبلاط اتهم قادته بالمراهنة على «داعش» و «جبهة النصرة» في سورية. وطلب جنبلاط من نوابه وقادة حزبه عدم الدخول في سجال مع «المستقبل». وعلمت «الحياة» ان في الاجتماع بين السنيورة وأبو فاعور، عاتب الأول الثاني على تصريحات جنبلاط ومنها ما قاله عن عدم ممانعته وضع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإمرة الجيش اللبناني. فأدلى أبو فاعور بتوضيحات في شأن ما نقل عن جنبلاط. واتفق الجانبان على متابعة الاتصالات، لا سيما بين أبو فاعور ومدير مكتب الحريري نادر الحريري للتشاور حول الأوضاع السياسية. وأمس، اكد أبو فاعور خلال لقاء حواري مع طلاب جامعيين «ان الحزب التقدمي لن يشارك او يغطي اي خطوة قد تمثل قفزة في المجهول سياسياً وأمنياً ودستورياً، وقرارنا وموقفنا كحزب اننا مع حكومة سياسية جامعة، تتمثل وتتواضع فيها كل الاطراف لمصلحة الجلوس الى طاولة الشراكة الوطنية، للحد من الانقسامات والمخاطر». وقال: «نحن الآن في ازمة امنية وسياسية وفي عدم يقين، وأخشى ان تتدحرج الامور الى ازمة امنية وسياسية ودستورية»، معتبراً «أن هذا الكلام ليس من باب التهويل والتخويف لأننا نرفض كل منطق الترويع والتهديد، ولكن جدول اعمالنا الوحيد اعلن عنه رئيس الحزب النائب جنلاط وهو الاستقرار الداخلي والهدوء والسلم الاهلي وتفادي المحظور ودرء الاهوال في هذه المرحلة الحساسة مع التقدير والاحترام لكل المكاسب النيابية والوزارية وكل الحسابات 8 -8 - 8 و9 -9 - 6 وحكومة حيادية وغيرها، من أشكال الرفاهية السياسية التي يجرى الجدل حولها»، مؤكداً «أننا لسنا ممن يطربون او ممن يؤخذ بهذا الجدل». وأعرب عن خشيته من ان حكومة حيادية «غير متوافق عليها هي بمثابة قفزة في المجهول»، وقال: «اذا لم تكن حكومة وحدة وطنية فلتكن حكومة مساكنة وطنية، فنحن نطلب من فريق 8 آذار عدم اعتماد سياسة الإخضاع والتهديد والوعيد ورمي التهم على دول عربية كالمملكة العربية السعودية او غيرها، من دون ادلة او سند، بل من باب الاتهام السياسي غير المحق الذي يعقّد الاوضاع الداخلية ويزيد التشنج ويعقّد علاقات لبنان العربية. وسابقاً عندما كان يصدر عن فرقاء في 14 اذار «وكنا فيها» اتهامات سياسية للنظام السوري الذي ثبت لاحقاً انها ليست اتهامات سياسية، وفق ما ثبت في الكثير في التحقيقات، كان يقال لنا هذه اتهامات سياسية غير مستندة الى ادلة وبراهين، لماذا لا تتهم اسرائيل؟ ونحن اليوم نطالب باعتماد الأمر نفسه».