استؤنفت أمس تظاهرات طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في عدد من الجامعات المصرية تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، وسط ترقب لما سيؤول إليه اليوم إحياء الذكرى الثانية لاشتباكات وقعت في محيط مقر مجلس الوزراء في قلب العاصمة بين متظاهرين وقوات الجيش وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وفي حين تجهز قوى ثورية لتنظيم تظاهرات تطالب بالقصاص، رفض آخرون المشاركة خوفاً من استغلال «الإخوان» لأي فعاليات احتجاجية. وأعلنت «جبهة طريق الثورة» التي تضم قوى شبابية عدة أبرزها «حركة شباب 6 أبريل» تنظيم وقفة احتجاجية أمام دار الأوبرا المصرية في حي الدقي القريب من ميدان التحرير عصر اليوم، بمشاركة أسر ضحايا في الاشتباكات. ومن المقرر أن تتحرك بعدها مسيرات تصل إلى مقر مجلس الوزراء في شارع القصر العيني «للمطالبة بالقصاص للشهداء باعتباره ضمانة وحيدة لوقف مسلسل القتل، وطالما لم تتم هذه المحاسبة فستبقى كل الأنظمة السياسية فاقدة للشرعية». وانتقدت الجبهة في بيان «تعنت الأنظمة السياسية المتعاقبة منذ الأحداث... فخلال العامين الماضيين، لم تفلح المحاولات المضنية لأهالي الشهداء في تحريك التحقيقات في القضية في شكل جدي، إذ لم يتم إلى الآن توجيه الاتهام في قضايا قتل وإصابة المتظاهرين التي لا يزال التحقيق فيها مستمراً بصورة رسمية، وإن كان في حقيقته متوقفاً». وطالبت أجهزة الدولة، خصوصاً الأمنية، بأن «تبادر إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في حق المواطنين، والاعتذار عنها، بدل استمرار التستر على المجرمين ومحاولة طمس أدلة إدانتهم». وأكدت «ضرورة محاسبة المسؤولين المباشرين عن القتل، وضرورة توحيد جهة التحقيق في قضايا قتل وإصابة المتظاهرين التي وقعت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وضرورة أن يتم توسيع دائرة التحقيقات وألا تستثني أحداً من المشتبه بتورطهم في هذه الجرائم». وشددت على أن «تعنت أجهزة الدولة لن يكسر عزائم الثوار، وهم مصرون لا على القصاص للشهداء فقط، وإنما على استكمال نضالهم حتى يتحقق ما سالت وتسيل لأجله الدماء، وهي أهداف الثورة». إلى ذلك، قطعت مسيرة ضمت عشرات الطالبات المؤيدات للرئيس المعزول محمد مرسي في جامعة الأزهر طريق يوسف عباس القريب من مقر الجامعة، ومنعت مرور السيارات في الاتجاهين، فيما تظاهر عشرات الطلاب في جامعة القاهرة قبل أن يخرجوا في مسيرة وصلت إلى ميدان النهضة. ونبهت وزارة الداخلية في بيان لها إلى أنها «رصدت معلومات في شأن وصول مسلحين إلى مسيرات خارج جامعة القاهرة للانضمام إلى تظاهرة للطلاب بقصد إحداث إصابات بين المشاركين في التجمعات والتعدي على القوات». وأوضحت أنها «رصدت تجمع عدد من طلاب جامعة القاهرة داخل الحرم، واعتزامهم القيام بمسيرة خارج الجامعة وانضمام أعداد أخرى إليهم من جهات مختلفة في حوزتهم أسلحة نارية وخرطوش ونبال وزجاجات مولوتوف بقصد إحداث إصابات بين المشاركين في تلك التجمعات والتعدي على القوات». وحذرت من أن «أي ممارسات تخرج على القانون والسلمية وتهدد حياة المواطنين أو تعوق حركة المارة أو المواصلات العامة أو التعدي على الممتلكات العامة والخاصة ستتم مواجهتها وفقاً للقانون». وفي سيناء، قالت مصادر طبية إن طفلتين (7 سنوات و11 سنة) جُرحتا بطلقات نارية مجهولة المصدر في مدينة الشيخ زويد ونقلتا إلى مستشفى العريش. وأوضحت أن «إحدى المصابتين أصيبت بطلق ناري في الصدر تسبب في نزيف داخلي والأخرى أصيبت بطلق ناري في الساق، وحالتهما مستقرة». وشهدت مدينة الشيخ زويد أمس إجراءات أمنية مشددة شملت فحص جميع القادمين إلى المدينة والمغادرين منها والتأكد من هوياتهم لتوقيف المطلوبين منهم. وأفيد بأن حملة أمنية استهدفت عدداً من مناطق وأحياء متفرقة في مدينة الشيخ زويد عقب إطلاق سيارة يستقلها مسلحون النيران في المدينة. وقال مدير مكتب الاستخبارات الحربية في محافظة مرسي مطروح الساحلية العميد علاء أبو زيد إن الأهالي سلموا نحو 1500 قطعة سلاح مهربة من ليبيا، بينها أسلحة ثقيلة، استجابة لمبادرة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي. وكان السيسي أعلن في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي خلال لقاء له مع قيادات شعبية في المحافظة الحدودية، مبادرة لتسليم الأسلحة المهربة وغير المرخصة للقوات المسلحة، مقابل الحصول على تراخيص للسلاح لأهالي مطروح. وبين الأسلحة 1051 قطعة سلاح خفيف و260 صاروخاً من طراز «غراد» و132 قذيفة شديدة الانفجار و40 سلاحاً خاصاً بالدبابات، عرضت خلال مؤتمر صحافي دعا إليه مدير مكتب الاستخبارات الحربية أمس في حضور عدد من رموز القبائل في مطروح.