أعلن الجيش المصري توقيف عشرات «التكفيريين» في حملات دهم استهدفت قرى وصحراء شبه جزيرة سيناء التي تشهد مواجهات دامية بين قوات الجيش والشرطة من جهة، ومسلحين يتحصنون في الجبال من جهة أخرى، فيما دعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي أنصاره إلى مواصلة التظاهر في الأيام المقبلة، من دون أن يعلن فعاليات محددة خلال عيد الأضحى. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي في بيان أمس إن «عناصر القوات المسلحة واصلت تنفيذ ضرباتها الأمنية ضد الأوكار والبؤر الإجرامية التي تتمركز فيها العناصر التكفيرية المسلحة والمهربون والمطلوبون جنائياً في 20 قرية وعدد من المناطق الصحراوية في شمال سيناء». وأضاف أن العمليات الأمنية لعناصر الجيش الثاني الميداني وقوات حرس الحدود المدعومة بغطاء جوي من الطائرات وتشكيلات من الأمن المركزي التابع للشرطة المدنية أسفرت خلال الأيام الماضية عن «توقيف 76 عنصراً إرهابياً مسلحاً، إضافة إلى خارجين على القانون». ولفت إلى أن «المداهمات الأمنية أسفرت عن ضبط 34 بيارة وقود معدّة للتهريب (إلى غزة) عبر الأنفاق، إلى جانب ضبط عدد من السيارات التي تستخدمها العناصر الإرهابية في تنفيذ عملياتها ضد قوات الأمن في سيناء». وأشار إلى أن تكثيف الإجراءات الأمنية وتنظيم المكامن ونقاط التفتيش على الطرق الرئيسة وتمشيط محافظات الإسماعيلية والشرقية وبورسعيد أسفرت عن ضبط 225 هارباً ومطلوباً جنائياً، إلى جانب عدد من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة. وقال مصدر أمني إن «جهادياً» قُتل مساء أول من أمس أثناء زرعه عبوة ناسفة في طريق الجورة في الشيخ زويد في سيناء لاستهداف مدرعات الجيش والشرطة، فانفجرت فيه لتتحول جثته إلى أشلاء. وتظاهر أمس عشرات من الطلاب المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي أمام دار القضاء العالي في وسط القاهرة لمطالبة النائب العام بإطلاق زملاء لهم اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في تظاهرات تأييد لمرسي. ووقعت مناوشات بين المتظاهرين وعشرات من الباعة الجوالين وتجار المنطقة الذين تجمعوا ورفعوا صور وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، فانسحب المتظاهرون المؤيديون لمرسي نحو مقر نقابة الصحافيين قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباكات تكررت كلما تقابلت حشود الفرقاء. وكان شخصان قُتلا خلال تظاهرات الجمعة لأنصار مرسي إثر مواجهات بين الأمن والمتظاهرين، إذ قتل شاب يُدعى بلال علي في مصادمات بين «الإخوان» والشرطة في شارع عباس العقاد في حي مدينة نصر، فيما سقط رجل في مدينة الزقازيق في مواجهات مماثلة، لكن وزارة الصحة قالت إن وفاة الرجل طبيعية ونتجت من اصابته بأزمة قلبية. وقالت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية إن قوات الأمن تبادلت إطلاق النار مساء أول من أمس مع مشاركين في مسيرة مؤيدة لمرسي في محيط مسجد الرحمن في مدينة أسوان، موضحة أن متظاهرين أطلقوا النار صوب قوات الشرطة التي ردت بقنابل الغاز وإطلاق النار لتفريق الحشود. وانتقد «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي التصدي للمتظاهرين من جانب قوات الشرطة على رغم أنه دعاهم إلى تجنب التظاهر في ميدان التحرير. وقال في بيان إن أحداث أول من أمس «توضح بجلاء أن القضية ليست في ميدان التحرير أو ميدان رابعة العدوية بقدر ما هي شهوة الانقلابيين لقتل الأبرياء وإراقة دماء المواطنين العزّل بارتكاب مزيد من المجازر والاستيلاء على السلطة والفتك بكل من يعارض اغتصابهم لها». وعلى رغم أن أعداد المتظاهرين المؤيدين لمرسي بدت محدودة للغاية، إلا أن التحالف قدرها ب «الملايين». وقال إن «سلوك الانقلابيين وتصرفاتهم المشينة التي حدثت ضد الملايين التي خرجت في شوارع مصر وميادينها يدل على مدى الرعب والفزع الذي وصلوا إليه». ودعا أنصاره إلى «مواصلة الاحتجاج السلمي، والمضي قدماً في المشاركة في الفعاليات كافة المناهضة للانقلاب العسكري على مدار الأيام المقبلة».