أقامت لجنة الفنون الموسيقية في فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمنطقة حائل ليل أول من أمس (الإثنين) على خشبة مسرح مركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي «ليلة وفاء» تكريماً للفنان الحائلي الراحل سلامة العبدالله حضرها أكثر من 100 شخصية، وقدم فيها مشرف لجنة الفنون الموسيقية الفنان عبدالمجيد الفهاد أكثر من 10 أغنيات للراحل في مشواره الفني. وبدأت الحفلة بكلمة لمقدم ليلة التكريم ومشرف المقهى الثقافي ب«فنون حائل» محمد الرويس التي قال فيها: «سلامة العبدالله من الأسماء المهمة التي رسخت في أذهان جماهير الأغنية السعودية طوال مشواره الفني، وحافظ على لونه الجميل وأسلوبه في الغناء». وأضاف أن الراحل عرفته جماهير التلفزيون السعودي بأغنيته الشهيرة «يا علي»، واخترق صوته أسماع الجميع وداعب بكلمات الأمير سعود بن بندر أذهان متذوقي الأغنية الشعبية والكلاسيكية فلم يتقيد سلامة بلون معين، بل تنوع في كل الألوان بعبقرية الفنان الحقيقي الذي يقدم إلى فنه حبه وعطاءه غير المحدود، لافتاً إلى أنه غاب عن التكريم وكان يحلم بأن يكرم في بلده وبين جماهيره التي أحبها وأحبته، «لكننا لا نهتم بمبدعينا إلا بعد رحيلهم». وأوضح أن الفنان العبدالله بدأ حياته الفنية نهاية السبعينات الميلادية وأسس أول شركة إنتاج فنية «هتاف»، وحاول من خلالها تقديم أعماله القديمة بأسلوب فني معاصر، لكنه لم ينجح في هذا الأمر وأعلن بعد ذلك ابتعاده، مشيراً إلى أن ما يميزه عن غيره من الفنانين عفة نفسه وكرمه وأسلوبه الشيق في الحديث، فلم يكن يهوى المشاجرات ولا المشاحنات، ولذلك ظلت علاقته بزملائه على أفضل ما يرام، وبكاه تلاميذه أمثال سعد جمعة ومحمد السليمان وآخرون بكاء مراً وتأثروا برحيله كثيراً. وكان سلامة العبدالله قال في آخر حياته: «لم يعد للفن الأصيل مكان في هذا الوقت، والبحث عن الشهرة والأضواء وزيادة الأرباح المادية الضخمة هو ما يتمناه مطربو هذه الأيام، ولم أجنِ في حياتي الفنية التي استمرت أكثر من 35 عاماً قضيتها في الفن إلا حب الناس وعشقهم لما أقدم، وهذا يكفي أي فنان أصيل يبحث عن الصدق مع جمهوره». وعاتب الرويس المسؤولين بقوله: «كنت أتمنى أن يلقى هذا الجانب من الفن والبعيد عن الأضواء مجالاً ليتنفس من خلاله الصعداء على الأقل في جمعية الثقافة والفنون التي تهتم بالفنون الشعبية وتقديمه بصورته الحقيقية، وتكرّم مبدعينا كما حدث مع الراحل طلال مداح، ولكن في حياتهم لا بعد أن يموتوا ويغيبوا عنا». ومن أشهر أغاني سلامة العبدالله «أرسلت لك ياعزوتي كم مرسول»، «يا علي»، «هل دمعي على خدي»، «أسهر الليل وأعد النجوم»، «تولعت بك والله». وشارك الشاعر بندر الصمعان التكريم بإلقاء قصيدة للشاعر عثمان المجراد، وتبعه مشرف لجنة الفنون الموسيقية ب«فنون حائل» الفنان عبدالمجيد الفهاد «أبومنى» الليلة التكريمية بأكثر من 10 أغنيات للراحل سلامة العبدالله رحمه الله.