فتح رؤساء جمعيات السكر بدول مجلس التعاون الخليجي، النار على مطاعم الوجبات السريعة، واتهموها بتقديم وجبات غير صحية، محذرين من أنهم قد يلجؤون إلى مقاضاتها، إلا أنه ليس في الوقت الجاري، وطالبوا بوجود سجل وطني لمرضى السكر تبني عليه وزارات الصحة استراتيجياتها للأعوام المقبلة، إلى جانب مسح إحصائي للأمراض المزمنة في دول المجلس، فيما أوضحوا أن نحو 11 في المئة من موازنات وزارات الصحة الخليجية تذهب لمكافحة داء السكر في دول المجلس، بعد احتلالها المراكز الأولى في نسبة الإصابة بمرض السكر على مستوى العالم. وشددوا خلال مؤتمر صحفي على هامش افتتاح المؤتمر الإقليمي الأول لجمعيات السكر بدول مجلس التعاون الخليجي تحت عنوان «لنحمي مستقبلنا» الذي أقيم، أمس، في فندق الشيراتون بالدمام تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، على التركيز على حماية «أبنائنا الأطفال، وتغير النمط السلوكي للأكل والعمل على تبني برامج رياضية مجتمعية». وحذروا من الأكلات السريعة، والمشروبات الغازية، لما لها من تبعات طبية واقتصادية واجتماعية على الأطفال وعائلاتهم، ومجتمعات دول المجلس في شكل عام. وأشار رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السكر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رئيس الجمعية القطرية للسكر الدكتور عبدالله الحمقي، إلى أن دول مجلس التعاون لديها ارتفاع في مرضى السكر وصفه ب «المخيف»، إذا لم تتدارك وزارات الصحة خطر هذا الداء برفع المستوى التثقيفي لمواطني مجلس التعاون، ووضع خريطة طريق بإنشاء السجل الوطني لمرضى السكر في دول مجلس التعاون. وتوقع أن يزيد مرضى السكر في دول الشرق الأوسط، بما فيها دول مجلس التعاون عن 60 مليون مصاب بحلول عام 2030، موضحاً أن مريض السكري يكلف السعودية نحو 5 آلاف ريال سنوياً، تكاليف مباشرة فقط، وأن 11 في المئة من موازنات وزارات الصحة الخليجية تذهب لعلاج مرضى السكر، على رغم أن العلاجات الجيدة متوافرة في دول المجلس إلا أن برامج الوقاية لا تزال ضعيفة. واستبعد الحمقي، مقاضاة شركات الأكلات السريعة في الوقت الجاري، إلا أنه طالبهم بزيادة برامج المسؤولية المجتمعية مع جمعيات النفع العام وخاصة جمعيات السكر في دول مجلس التعاون لمكافحة الأكلات غير الصحية والمشروبات الغازية التي تقدم للأطفال، و يجب ألا يقدم لهم إلا العصائر والأكلات الخفيفة غير المشبعة بالدهون. وأكد أن هناك تعاوناً مع الجهات الحكومية في دول المجلس إلا أنه لا يرقى للمستوى المنشود. من جانبه، طالب رئيس مجلس إدارة جمعية السكر السعودية والغدد الصماء عبدالعزيز التركي، بالتشهير بالمطاعم التي لا تلتزم بالاشتراطات الصحية في مواصفات الأكلات الصحية المقدمة لمواطني مجلس التعاون، متمنياً إنشاء اتحاد خليجي للسكر يشرف على البرامج المقدمة للمرضى والمواطنين. وأشار إلى أن جمعيات السكر ملتزمة بالجانب التوعوي، ولا علاقة لها بالدعم المادي أو التدخل في الرقابة على نوعية وجودة العلاجات المقدمة للمرضى من قبل المستشفيات. وقال سامي سلطان، من رابطة السكر الكويتية إن دول المجلس لديها ضعف واضح في برامج التوعية رغم العلاجات المقدمة، وكذا ضعف فتح المجال في البرامج الرياضية بسب سوء الأجواء. وشاطره الرأي سليمان الشريقي، من جمعية عمان للسكر، الذي أضاف أن دول المجلس يجب أن تنتهج سياسة برامجية معدة مسبقاً وموافق عليها من وزراء الصحة، وأن تكون ملزمة التنفيذ وفق آلية واضحة من الجهات الحكومية والخاصة. وكان المؤتمر الذي افتتح، أمس، ناقش في 8 محاضرات، و4 حلقات تفاعلية وورشتين عمل التركيز على حقوق الطفل الخليجي المصاب بالسكري، ورفع الوعي الثقافي والمجتمعي لدى مواطني مجلس التعاون من جانب والمصابين بأمراض السكري والسمنة والعاملين بالمراكز الصحية من جانب آخر، مع التركيز على الأطفال ووضع استراتيجية لمكافحة هذا المرض.