يفتتح صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي مساء يوم غد الاثنين المؤتمر الخليجي العالمي للسكر، وذلك في احتفال يقام بفندق الإنتركونتننتال بجدة بحضور المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي ونخبة من المسؤولين والضيوف المحليين والدوليين. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس لجنة الأبحاث في المجموعة الخليجية لدراسة داء السكري الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله التويم أن المؤتمر الذي تحتضنه المملكة لأول مرة، سيناقش أكثر من ثمانين ورقة عمل علمية مقدمة من كبار الأساتذة والمتخصصين في مجال مرض السكري جميعها تهتم بمستجدات الأبحاث والأدوية وطرق العلاج، وذلك على مدى ثلاثة أيام (25 – 27 صفر1431ه). وقال إن من أبرز المتحدثين الدوليين في المؤتمر رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السكري البروفيسور جين كلاود منبانيا، ورئيس رابطة السكري للأطفال واليافعين الدولية البروفيسور توماس دين، اللذين سيقدمان مع بقية المتحدثين خلاصة ماتوصل إليه العلم الحديث من أبحاث وتجارب علمية في هذا المجال، وخصوصاً ما يتعلق بعلاج مرضى السكر عن طريق زراعة الخلايا الجذعية والجديد في موضوع المضخة الذكية للإنسولين. وبين أن عدد المصابين بمرض السكري في جميع دول العالم يقدر بحوالى 300 مليون مصاب يوجد منهم ثلاثة ملايين ونصف المليون في المملكة العربية السعودية لوحدها حسب ما أكدته الإحصائيات الأخيرة التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، لافتاً إلى أن حوالى ثلاثة ملايين شخص يموتون سنوياً في مختلف أنحاء العالم بسبب هذا المرض الذي أصبح يهدد الحياة بأكملها وليس الصحة فحسب، ولذك فقد أعلنته منظمة الصحة الدولية وباءً عالمياً عام 2007م. وأشار التويم إلى أن نسب الإصابة بمرض السكر في دول الخليج العربي شهدت ارتفاعاً مطرداً وأصبحت تتراوح بين 14 – 25% من إجمالي عدد السكان، كما أن الإصابة بالمرض في منطقة الخليج تظهر في أعمار صغيرة نسبياً مقارنة بباقي دول العالم، وذلك بسبب السمنة وقلة الحركة وانتقال هذه المجتمعات إلى حياة التمدن، حيث إن مريض السكري يصاب أيضاً بمتلازمة السكري (Metabolic Syndrome) وهي سمنة ؛ ضغط ؛ وزيادة الكوليسترول في الدم. وأكد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر بأن دول مجلس التعاون الخليجي تنفق مئات المليارات سنوياً لعلاج مرض السكري، وتوقع أن تنفق المملكة العربية السعودية لوحدها أكثر من 50 مليار ريال هذا العام 2010م لعلاج السكري ومضاعفاته، فيما توقع أن تصل نفقات دولة الإمارات العربية المتحدة إلى عشرة مليارات درهم لنفس العام والهدف. أهم الخطوات الوقائية وعدد د.التويم أهم الخطوات الوقائية التي تسهم في تقليل نسبة الإصابة بالسكري وهي تتلخص في ما يلي: - مكافحة السمنة بجميع الوسائل الممكنة حيث أثبتت الدراسات أن كل كيلو جرام واحد زيادة عن الوزن المثالي للإنسان يقابله 5% زيادة في احتمال إصابة ذلك الشخص بالنوع الثاني من مرض السكر .. كما أثبتت الدراسات أيضاً أن أكثرمن 80% من المصابين بالنوع الثاني من السكر يعانون من السمنة. - ممارسة الرياضة البسيطة يومياً مثل المشي المنتظم لمدة لاتقل عن نصف ساعة في كل يوم مما يساعد على تخفيف الوزن وتقليل نسبة الإصابة بالسكري .. لأن من لايمارس الرياضة يصبح لديه فرصة للإصابة بالسكري بمعدل 30 مرة أكثر من الشخص الممارس للرياضة. - تنظيم الأكل والابتعاد عن الأكلات الدسمة خصوصا في الأوقات المتأخرة من الليل وضرورة تناول الخضار والسلطات قبل أكل الوجبات الرئيسية .. نظراً لاحتواء الخضراوات على سعرات حرارية أقل .. وكذلك الابتعاد عن المشروبات الغازية بكافة أنواعها. وأوصى بضرورة زيادة حصص التربية الرياضية في المدارس للإقلال من نسبة السمنة لدى الأطفال والتي زادت بدرجة مقلقة في السنوات الأخيرة .. بالإضافة إلى ضرورة سن قانون حكومي في كافة دول الخليج العربي لمنع الإعلان عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية بكافة أنواعها في مختلف وسائل الإعلام، حيث أثبتت هذه التجربة فعاليتها في التقليل من نسبة السمنة لدى الأطفال عند تطبيق هذا النظام في ماليزيا قبل عدة سنوات. برنامجان علميان متوازيان من جانب آخر كشف رئيس اللجنة العلمية لسكري الصغار بالمؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري استشاري الغدد الصماء وسكري الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالمعين الآغا أن البرنامج العلمي للمؤتمر يعتبر من البرامج العلمية الثرية والغنية بالمعلومات والمناقشات العلمية المطروحة على جدول أعماله حيث يتضمن برنامجين علميين متوازيين .. الأول مخصص لحالات السكري في الأطفال والآخر لحلات السكري للكبار. وقال إن البرنامج سوف يبدأ بمقدمة مختصرة عن مدى انتشار داء السكري وأهمية زيارة الوعي به بين الأطباء والمهنيين الصحيين والمجتمعات الخليجية على حد سواء، يقدمها رئيس المؤتمر الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله التويم ومن ثم يتم البدء في تقديم المحاضرات والأوراق العلمية من خلال جلسات العمل طوال أيام المؤتمر، مشيراً إلى أهم المواضيع التى سيتم عرضها تتمحور حول.. مدى انتشار نوعين من داء السكري الأول والثاني بين المجتمعات الخليجية و أسباب ذلك الإنتشار، معدلات الإصابة والانتشار لداء السكري في منطقة الخليج وكذلك مناقشة الأسباب البيئية والوراثية المسببة لظهور هذا الداء، مثل العدوى الفيروسية والعوامل البيئية ونقص فيتامين د الذى يلعب دورا أساسياً في تكوين العظام القوية، حيث أثبتت الدراسات العلمية مؤخراً أن لنقص فيتامين د أهمية في انتشار النوع الأول من داء السكري. وأضاف: ومن الدراسات العلمية الأخرى التي سيتم تقديمها: دراسة عن مدى انتشار السمنة بين الأطفال وأسباب ذلك الانتشار بين المجتمعات الخليجية، مؤكدا أن الدراسة العلمية السابقة توضح أن أحد أهم أسباب هذا الانتشار هو تغيير العادات الغذائية بين الأطفال من أغذية صحية إلى أخرى غير صحية. وقد أثبتت الكثير من الدراسات أن الاطفال بدأوا بتجنب أكل الفواكه والخضراوات وأصبحوا يفضلون بشكل ملحوظ الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وهي عالية جدا في السعرات الحرارية، أيضا يلاحظ انخفاض الأنشطة بين الأطفال فبدلاً من اللعب في الحدائق أصبح الأطفال يفضلون الخمول أمام البلاي ستيشن وألعاب الفيديو. وأوضح بأن هذا المؤتمر سيشهد تركيزاً واضحاً على تشجيع اتباع نظام غذائي صحي بين جميع أفراد المجتمع وزيادة الوعي العام بهذه المشكلة الصحية التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بداء السكري (النوع الثاني) وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. ولفت الآغا إلى أن البروفيسور الألماني توماس دين سوف يتحدث عن التطورات الأخيرة في علاج مرض السكري باستخدام مضخة الأنسولين، وعن التكنولوجيا غير الغازية لقياس الجلوكوز في الدم بالمنزل. كما سيتضمن المؤتمر عروضا كثيرة عن العلاج بالانسولين (الطرق المختلفة من العلاج) وأنواع الإنسولين بما في ذلك نظائر الأنسولين الجديدة. كما سيكون هناك العديد من العروض المتعلقة بمضاعفات مرض السكري لدى الأطفال المصابين به، وخصوصا اعتلال شبكية العين وأمراض الكلى، مضيفاً بأنه ستكون هناك دراسة على نوع نادر من مرض السكري يدعى "سكري الأطفال حديثي الولادة" الذي هو نتيجة للطفرات الجينية القليلة التي تحتوي عليها الجينات المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس و هذا المرض النادر الذي يحدث في الأطفال حديثي الولادة حتى سن 6 أشهر وهو شائع الحدوث في المجتمعات الخليجية بسبب زواج الأقارب.