في معرض لمنتجات الحرف الفرعونية والبيئية، وفي ندوة حول آثار الأقصر وكنوز وأسرار الملك توت عنخ آمون، وفي حضور محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين ووزير الدولة السابق لشؤون الآثار الدكتور زاهي حواس، انطلقت من الجامعة البريطانية في القاهرة أمس، الاحتفالات بالذكرى 91 لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون (1354 - 1345 قبل الميلاد). وهو الاكتشاف الذي تمّ في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1922 حين كان العالم على موعد مع أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين. وبينما كان المستكشف الإنكليزي هوارد كارتر (1873 – 1939) يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر، موفداً من اللورد هربرت إرل كارنافون الخامس (1866 - 1923)، عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة. وللمناسبة، ينظم قطاع المتاحف، موسماً ثقافياً يحاضر فيه عدد من علماء المصريات وأساتذة الفنون والآثار، كما تنظم نقابة المرشدين السياحيين موسماً مماثلاً. وتتضمن الاحتفالات، افتتاح معبد الإلهة مُوت زوجة آمون رع، في جنوب معابد الكرنك، حيث شمل مشروع ترميم وتطوير المعبد تقوية نقوش المعبد وألوانه وإضاءته وتقوية أرضياته وجدرانه، بعد ربطه بطريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر. ويفتتح للمناسبة، معبد خنسو في الزاوية الجنوبية الغربية من معابد الكرنك، والذي أقيم تكريماً ل «خنسو» العضو الثالث في ثالوث طيبة المقدس. كما سيفتتح معبد بتاح الذي يمكن السياح زيارته للمرة الأولى بعد مشروع ترميم شامل بإشراف فريق عمل من المركز المصري – الفرنسي للآثار المصرية. إضافة إلى افتتاح معبد دير شلويط في منطقة الملقطة الأثرية جنوب غربي الأقصر، والذي يعود إلى العصر الروماني الذي كان مكرساً لعبادة الإلهة إيزيس مع تطوير المنطقة المحيطة به وإنارته وإعداده لاستقبال السياح، وإقامة منطقة خدمات في الساحة المواجهة له. فضلاً عن افتتاح معبد قصر العجوز المواجه لمعبد مدينة هابو الأثرية والذي يرجع إلى العصر البطلمي، وكان مكرساً لعبادة الإله تحوت، داعية الحكمة عند المصريين القدماء. وقد افتُتحت للمناسبة أيضاً، مقبرة الملكة «تيتي» ومقبرتان أثريتان بمنطقة الأشراف، في حضن جبل القرنة والتي تضم مقابر لنبلاء مصر القديمة. كما تشهد منطقة ذراع أبو النجا الأثرية غرب الأقصر، افتتاح مقبرة آمون أم أوبت أحد نبلاء الفراعنة والتي تضم نقوشاً ورسوماً نادرة، إلى جانب 4 توابيت و4 تماثيل ضخمة لصاحب المقبرة وزوجته. ويقام معرض كبير ضمن احتفالات الأقصر، سيضم صوراً نادرة تحكي يوميات الكشف الأكبر من نوعه في التاريخ، كما ستعرض صحف مصرية وعالمية صدرت في تشرين الثاني 1922 واحتوت على أخبار وتفاصيل الاكتشاف أولاً بأول، إلى جانب عرض لكل ما صدر من كتب عن الملك توت عنخ آمون وكنوزه. ويشير اللواء طارق سعد الدين إلى أن كل الفعاليات الفكرية والثقافية التي تقام في الذكرى 91 لاكتشاف مقبرة الملك الفرعوني الصغير توت عنخ آمون، ستؤرخ وتناقش أحداث الاكتشاف منذ رفع العمال أولَ عتبة حجرية في السلم المؤدي إلى المقبرة وحتى فتحها للزيارة وهو الاكتشاف الذي استأثر بخيال العالم ولا يزال يستأثر به حتى اليوم. فضلاً عن إلقاء الضوء على شخصية المكتشف الإنكليزي هوارد كارتر واكتشافاته الأثرية، وعلى أهم الاكتشافات التي شهدتها الأقصر وعشاقها من علماء المصريات في العالم.