استقبل مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير المطل على منطقة الأهرام أمس، مجموعة جديدة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، تتمثل فى ثمانية عصي خشبية مزخرفة ومطعمة برقائق ذهبية، وذلك للبدء فى ترميمها، بعد أن كانت محفوظة بالمتحف المصري بالتحرير. وقال وزير الدولة المصرى للآثار الدكتور محمد إبراهيم، إنه يجرى الآن تجهيز وإعداد المجموعة الكاملة للفرعون الذهبي لعرضها بشكل كامل للمرة الأولى ضمن سيناريو العرض المتحفي للمتحف الكبير عند افتتاحه عام 2015 ما يعطي الفرصة الكاملة للزائرين للتعرف على مقتنيات الملك توت عنخ آمون كاملة. من جانبه، قال المشرف العام على المتحف الكبير الدكتور الحسين عبدالبصير، إن عصي الملك توت عنخ آمون كانت تستخدم فى الحياة اليومية للملك من مناسبات دينية ومراسم وأعياد واحتفالات. يذكر أن توت عنخ آمون كان أحد فراعنة الأسرة المصرية ال18 في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 قبل الميلاد في عصر الدولة الحديثة. يعتبر توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها، كما هي الحال مع الكثير من الفراعنة؛ وإنما لأسباب أخرى تعتبر مهمة من الناحية التاريخية، ومن أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف. واللغز الذي أحاط بظروف وفاته، إذ اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدا أمرا غير طبيعي وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونا. كل هذه الأحداث الغامضة، والاستخدام الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ آمون في الأفلام وألعاب الفيديو، جعلت من توت عنخ آمون أشهر الفراعنة. وتبلغ الكنوز الأثرية ل"توت" نحو 5000 قطعة، وسيضم المتحف أيضا نموذجا لمقبرته التي اكتشفت عام 1922 في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر على بعد حوالى 690 كيلومترا جنوبي القاهرة. وينتمي "توت" إلى ملوك الأسرة الفرعونية ال18 (حوالى 1567-1320 قبل الميلاد) وتوفي 1352 قبل الميلاد وهو دون ال18 بعد أن حكم البلاد تسع سنوات وما زال موته الغامض لغزا. وكانت الوزارة أعلنت في أبريل/نيسان 2011 استعادة تمثال خشبي ل"توت" وقطع أثرية أخرى من بين عشرات القطع التي تعرضت للسرقة من المتحف المصري مساء 28 يناير/ كانون الثاني 2011 "جمعة الغضب"، بداية الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي أنهت حكم حسني مبارك. توت عنخ آمون كان عمره 9 سنوات عندما أصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة يعني "الصورة الحية للإله آمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد. وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. واكتشف قبره عام 1922 في وادي الملوك من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. وأحدث الاكتشاف في حينه ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم.