فتح النجاح الذى تحقق بإعادة عرض بعض المسلسلات الرمضانية ومنها «الداعية» لهاني سلامة، و«ذات» لنيللي كريم، و«موجة حارة» لاياد نصار، و«آسيا» لمنى زكي، شهية عدد من الفنانين والمنتجين للمطالبة بابتكار مواسم درامية بديلة لشهر رمضان الذى اعتاد ان يشهد زحاماً غير مسبوق لعشرات المسلسلات التي يستحيل متابعة أربعة أو خمسة منها على أقصى تقدير، خصوصاً مع توقف كثير من التلفزيونات عن عرض المسلسلات التركية التى كانت تستخوذ على ساعات طويلة من ارسالها. ويقول نور الشريف، الذي عرض له في رمضان على قناة وحيدة مسلسل «خلف الله»، ل «الحياة» إن عرض نحو 50 مسلسلاً خلال شهر واحد «فيه ظلم كبير لبعض الفنانين وبعض الأعمال المميزة، نظراً لاستحالة متابعة هذا الكم من الأعمال». ولاحظ أن «المشاهد يسعى إلى نجمه المفضل أو الأكثر شعبية، ويتوقف النجاح كثيراً على الحظ، وهو ما يعرّض أعمالاً أخرى للظلم، لكن المشاهدة الجيدة تحدث بعد رمضان، ولا أنكر أن هناك أعمالاً جيدة لم تحظ بمشاهدة تستحقها في رمضان». ويؤكد المخرج محمد فاضل الذي عرض له في رمضان «ربيع الغضب» أن عرض المسلسلات طوال العام يحافظ على صناعة الدراما، باعتبارها من الصناعات المهمة، وطالب المنتجين بالتوصل إلى اتفاق في هذا المجال. ويرى مؤلف مسلسل «أهل الهوى» محفوظ عبدالرحمن أن كثرة المسلسلات التلفزيونية التي تعرض في رمضان يصيب المشاهد بالتوتر، خصوصاً في ظل الكم الهائل من الإعلانات خلال عرض أي مسلسل. وأكد أن اقتصار عرض المسلسلات على شهر رمضان يتسبب فى إهدار نجومية كثير من الفنانين، خصوصاً فى ظل عودة بعضهم إلى الدراما بعد غياب. ويرى المؤلف محمد عزيز أن الحل يكمن فى الابتعاد عن فلك الدراما المعتادة وفتح آفاق جديدة من خلال مبدعين يملكون مفاتيح الرؤية الفنية والبصرية الجديدة والجيدة. ويوضح المخرج عبدالمولى سعيد أن موسماً جديداً يستلزم العودة إلى النظام والانضباط اللذين كانا موجودين قبل زمن القنوات الفضائية، إلى جانب ضرورة صناعة نجوم ومؤلفين ومخرجين جدد، أي جيل جديد يعيد الى الدراما بريقها. وطالب بضرورة إحياء مسلسلات ال15 حلقة والسباعيات على اعتبار أن ايقاع الحياة السريع لا يتيح الفرصة لمشاهدة مسلسلات الثلاثين حلقة التي يمكن قصرها على شهر رمضان فقط لارتباطه بالوكالات الاعلانية وغيرها. ويشير الناقد محمد عبدالفتاح إلى أن ابتكار مواسم جديدة يتوقف على نوع العمل المقدم واستغلاله للمناسبة التى يقدم فيها الدراما يمكن ان تعيد بعث الشخصيات والمواقف الجميلة في الحياة ومنها النضال ضد الاستعمار أو مرض عضال وأيضاً قصص الحب والجمال، وهو ما تلعب عليه الدراما التركية حالياً والتي يمكن تقديمها فى مصر لإيجاد وجود ومشاهد، والدراما يمكنها بث وعي كبير فى المجتمع، كما يمكن أن تعمل على تطويره.