يخشى متابعو الكرة الإنكليزية من عودة ظاهرة «الهوليغانز» التي اعتبرت وصمة سوداء على الكرة العالمية في العقود الماضية، بعدما كشف تقرير عن قيام عناصر الشرطة البريطانية باعتقال ما مجموعه 2456 مشاغباً في أيام المباريات خلال الموسم الماضي. وأكد التقرير أن حالات العنف تضاعفت الموسم الماضي من 273 إلى 554 حالة، في حين اعتقل 42 مشاغباً بتهمة توجيه صيحات عنصرية، وهي أكثر ب23 حالة من الموسم الذي سبقه. وكشف التقرير عن هوية الأندية التي ينتمي إليها المشجعون المشاغبون، الذين حرموا من حضور المباريات في الملاعب من طريق أحكام قضائية، إذ اعتلت أندية كارديف سيتي ومانشستر يونايتد وتشلسي وليدز وميلوول ونيوكاسل لائحة الأندية الأكثر عنفاً أو احتواء للمشاغبين. ونفى رئيس فيديرالية المشجعين مالكوم كلارك أن تكون هذه الأرقام مصدراً للهلع أو القلق من عودة ظاهرة الشغب الشنيعة المعروفة باسم الهوليغانز، وقال: «كانت هناك حال اعتقال من بين كل 14 ألف مشجع، وهذه نسبة ضئيلة جداً، فأنا أصطحب ابنتي إلى الملاعب لحضور المباريات، ولا أشعر بتاتاً بالخوف أو الرهبة من أي شغب»، وأضاف: «لا نحبذ رؤية عدد حالات الاعتقال يرتفع، لكنها ارتفاعات طفيفة مقارنة مع الانخفاض بنسبة 23 في المئة في الموسم قبل الماضي، وعلينا الاعتراف بجهد الأندية وانتظام المشجعين في تحقيق الانخفاضات الكبيرة في حالات الشغب في الأعوام الأخيرة». وكان عدد حالات الاعتقال البالغ 2363 حالة خلال موسم 2011-2012 الأقل على الإطلاق منذ بدء توثيق أعداد حالات الاعتقال، وهو أيضاً أقل بكثير من 3391 حالة سجلت في موسم 2009-2010. وفي الموسم الماضي، ومع ارتفاع أعداد حالات الاعتقال، كانت هناك 589 حالة حرمان جديدة لمشجعين من دخول الملاعب في الدرجة الممتازة، ما رفع العدد الإجمالي لكل الدرجات المحترفة الأربع إلى 2451 حالة، مع الأخذ في الاعتبار أن معدلات الحضور للأندية التي تلعب في الدرجات السفلى قليلة جداً مقارنة بحضور مباريات الأندية الممتازة. واعتلى نادي نيوكاسل لائحة الأندية الأكثر اعتقالاً لمشجعيه، إذ اعتقل 175 من مشجعيه في يوم المباريات، واحتل مانشستر يونايتد المركز الثاني إذ اعتقل 145 مشجعاً، ومن ثم فريق الدرجة الأولى ليدز يونايتد الذي اعتقل 101 من المشجعين. أكثر من نصف حالات الاعتقال كانت بسبب الإخلال بالنظام العام وحوادث تتعلق بالثمل والسكر. حتى الفرق الزائرة من خارج بريطانيا كانت لها مجموعات متعصبة من المشجعين، أبرزهم من فريق شالكه الألماني، وليون الفرنسي، وسبارتا براغ التشيخي. وقال وزير الأمن المحلي داميان غرين: «تعد بريطانيا من الدول الرائدة في العالم في معالجة أزمة العنف في الملاعب والإخلال بالنظام، ونحن على يقين بأن الغالبية الساحقة من المشجعين هم من المنضبطين والملتزمين بالقوانين العامة، ولهم الحق أن يستمتعوا بملاعب آمنة، ولا يوجب مكان العنف والسلوك المشين أياً كان في كرة القدم، ومع ذلك فإن الارتفاع في أعداد المعتقلين يعتبر نسبة طفيفة جداً مقارنة بأعداد الحضور الرهيبة التي بلغت 39 مليون متفرج حضر إلى الملاعب في كل الأندية المحترفة».