اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعمال العنف الأخيرة، ومنها تفجير مجلسي عزاء في منطقتي الصدر والدورة في بغداد «مخططات دول تسعى إلى إشعال فتيل الطائفية»، فيما نفت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية امس تهجير عائلات سنية من محيط العاصمة. وقال المالكي في بيان إن «الأعمال الإجرامية الجبانة التي قامت بها المجموعات الإرهابية التكفيرية، خصوصاً التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مجالس العزاء في مدينة الصدر والدورة وغيرهما من المناطق بأسلوب واحد عبر الانتحاريين والأحزمة الناسفة ، تقع ضمن مخطط واحد لهؤلاء القتلة وأسيادهم في الدول التي تسعى من خلال إمكاناتها المالية وأجهزتها الاستخباراتية إلى إشعال فتيل الفتنة الطائفية مجدداً وتقسيم العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي». وشدد على أن «التمسك بالوحدة الوطنية ورص الصفوف هما السبيل لإلحاق الهزيمة بهذا المخطط الإجرامي الخطير». ودعا إلى «المزيد من التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية والتحلي بأعلى درجات اليقظة من أجل تفويت الفرصة على العصابات التكفيرية الجبانة ومن يقف وراءها». وجاء بيان المالكي بعد سلسلة تفجيرات طاولت تجمعات شيعية وسنية في بغداد وديالى وخلّفت عشرات القتلى والجرحى. إلى ذلك، قال عضو اللجنة الأمنية في البرلمان عباس البياتي ل «الحياة» إن «عملية ثأر الشهداء مستمرة لتطهير مناطق حزام بغداد من الإرهاب ولا صحة لوجود عمليات تهجير قسري لعائلات سنية». وأضاف أن «بعض العائلات غادرت مناطقها بسبب شعورها بالقلق أو لأن لديها أفراداً مطلوبين للقضاء العراقي». وأشار إلى أن «إطلاق التصريحات المسيئة للأجهزة الأمنية تخلق حالة من انعدام الثقة بين المواطن وبين رجل الأمن وتؤدي بالنتيجة إلى فشل الخطط والعمليات الأمنية». وكان النائب عن كتلة بدر البرلمانية كريم عليوي، دعا الحكومة إلى «التحرك بشكل سريع لحماية أهالي مناطق حزام بغداد». وقال عليوي في بيان إن «على الحكومة أن تسرع بتوفير الحماية للمواطنين في حزام بغداد وعلى وجه الخصوص منطقة اللطيفية، حيث يتعرضون للقتل والتهجير تنفيذاً لأجندات طائفية». وطالب السياسيين بعدم الكيل «بمكيالين، بدفاعهم عن جهة دون أخرى ونستغرب الصمت الإعلامي والسياسي الذي لم يذكر ما يجري في حزام بغداد وفي منطقة اللطيفية». وتنفذ قوات عسكرية مدعومة بغطاء جوي سلسلة عمليات اطلق عليها اسم «ثأر الشهداء» في حزام بغداد في إطار خطة أمنية واسعة لملاحقة مسلحي تنظيم القاعدة، بعد تمكنهم من الفرار من سجني التاجي وأبو غريب قبل نحو شهرين. وأعلن البياتي الإعداد لخطة أمنية جديدة «ستطبق في العاصمة تعتمد على ثلاثة عناصر وهي الجهد الاستخباري والتعاون الشعبي والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة وكاميرات المراقبة وأجهزة سونار متطورة». وتابع أن «التدهور الأمني الذي تشهده البلاد لا تتحمل مسؤوليته الأجهزة الأمنية فقط ولكن تداعيات الأحداث في المنطقة تؤثر مباشرة في الوضع ولاسيما الأحداث في سورية». وأشار إلى أن زيارة وزيرة الدفاع سعدون الدليمي ايران تأتي «في إطار تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب في المنطقة ومناقشة تأثير الأزمة السورية». لكن البياتي نفى بشدة فكرة طلب مساعدة من ايران وقال إن «التنسيق الأمني مطلوب بين دول المنطقة وخصوصاً بين العراق وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية، لكننا لن نعتمد على أي دعم لحماية امننا وحدودنا». وبدأ الدليمي امس زيارة ايران، على رأس وفد رفيع المستوى. وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية، انه «وصل إلى طهران، تلبية لدعوة من نظيره العميد حسين دهقان». وأضافت أن «الدليمي سيجري خلال إقامته في طهران، محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية».