عدَّ إمام اعتصام الفلوجة أمس الجمعة أن هيبة الحكومة في العراق سقطت من نظر المعتصمين وأبناء البلاد بسبب ازدواجية معايير رئيسها نوري المالكي، وفيما أكد استمرار حكومة بغداد في «النفاق والمماطلة»، أشار إلى سير المعتصمين خلف «علماء أهل السنة والجماعة». في الوقت نفسه، طالب ممثل المرجعية الدينية في كربلاء الجهات الأمنية الحكومية بالتحرك السريع والتركيز على المناطق التي شهدت أعمالا إجرامية ذات لون طائفي خلال الأسبوع الماضي، معتبراً أن ما حدث في اللطيفية أخطر من «التفجيرات الإرهابية والسيارات المفخخة». في سياقٍ متصل، كشفت الولاياتالمتحدة عن معلومات وردتها تفيد بأن مسؤولا إيرانيا سيوعز لمليشيات مسلحة في العراق بشن هجوم على المصالح الأمريكية في بغداد في حال قامت إدارة أوباما بتوجيه ضربة عسكرية للنظام في سوريا. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه قوله إن «الولاياتالمتحدة اكتشفت أمرا موجها من مسؤول إيراني لمليشيات مسلحة في العراق بشن هجوم على المصالح الأمريكية في بغداد في حال قامت إدارة أوباما بتوجيه ضربة عسكرية على سوريا»، مشيرا إلى أن «السفارة الأمريكية في بغداد من المحتمل أن تكون أحد المواقع المستهدفة». وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن «الرسالة الإيرانية تم اعتراضها في الأيام الأخيرة، وكانت صادرة من رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وأن الأوامر أُرسِلَت لمجاميع مسلحة في العراق مدعومة من إيران توجههم بالاستعداد للرد عقب أي هجوم عسكري أمريكي على سوريا». وفي الفلوجة، قال إمام الاعتصام الشيخ أحمد العلواني، في خطبته على الطريق الدولي التي أطلق عليها «ازدواجيتكم أكدت طائفيتكم»، أن «هيبة الدولة سقطت من نظر الشعب العراقي بسبب التهميش والإقصاء وعدم وقوف الحكومة على مسافة واحدة من أبناء البلاد»، مبيِّناً أن «البرهان الأكبر هو استمرار حكومة بغداد في النفاق والمماطلة في تنفيذ مطالب المعتصمين». واعتبر خطيب جمعة الفلوجة أن «الشعب لم يجنِ من المالكي وحكومته إلا الدماء والاعتقال والتهجير، كما لم يجنِ المواطن إلا المقابر والمشافي والمعتقلات والعالم لا يحرك ساكنا أمام الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء البلاد». ولفت العلواني إلى أن «حقوق أهل السنة والجماعة لن تضيع وليعلم المالكي وحكومة بغداد أن أهل السنة رقم صعب وسنواصل حراكنا السلمي حتى تحقيق المطالب». بدوره، قال ممثل علي السيستاني في كربلاء، عبدالمهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحضرة الحسينية إن «ما حصل من جرائم في منطقة اللطيفية من قتل لعائلتين وتفجير منزليهما إلى جانب قتل إمام وخطيب أحد الجوامع في محافظة البصرة له آثار وخيمة أكثر من آثار التفجيرات الإرهابية والمفخخات». وأوضح الكربلائي أن «تلك الهجمات تؤثر على التعايش السلمي الاجتماعي في المناطق المختلطة وتعيدنا إلى أجواء عام 2006»، مشيرا إلى أن «هذه الأعمال ذات اللون الطائفي تحتاج إلى جهد أمني خاص وتحرك سريع من أجل منع تكرارها». وكانت وزارة حقوق الإنسان انتقدت فشل الأجهزة الأمنية في حماية العائلات العائدة إلى مناطق سكنها التي هُجِّرَت منها، مشيرة إلى قيام مجموعة إرهابية بقتل جميع أفراد عائلة عادت إلى اللطيفية وقامت بحرق جثث النساء والأطفال ونسف المنازل، مبيِّنة أن تلك الهجمات تعد محاولة لإشعال الحرب الطائفية بين أبناء المجتمع العراقي الواحد. وذكر بيان لوزارة حقوق الإنسان أن العراق «يعيش اليوم أبشع هجمة إرهابية تستهدف بالإضافة إلى حياة أبنائه محاولة إشعال أتون الحرب الطائفية بين أبناء المجتمع العراقي».