تعد بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم بموسمها الجديد 2013-2014 التي تنطلق السبت (21 أيلول/سبتمبر) بتقلبات وتغيرات كثيرة على مختلف الأصعدة بحسب ما أفاضت فترة التحضيرات للأندية ال12، حيث سيكون الصفاء حامل اللقب والمرشح الدائم النجمة، إضافة إلى العهد وبدرجة أقل الراسينغ والأخاء وشباب الساحل منافسين على اللقب العتيد. ويتفاوت مستوى الأندية اللبنانية بمجملها مع المستوى المميز للمنتخب اللبناني الذي يعتبره كثر من أفضل المنتخبات الآسيوية بعد النتائج التي تحققت في العامين الماضيين، بقيادة المدرب الألماني ثيو بوكير الذي ترك المهمة للإيطالي جيوسيبي جانيني. كما أن البطولة هذا العام تستعيد عدداً كبيراً من اللاعبين الذي أوقفوا الموسم الماضي على خلفية فضيحة المراهنات والتلاعب بالنتائج، والتي طاولت 24 لاعباً غالبيتهم من نادي العهد، ثم كانت فضيحة الحكام اللبنانيين في سنغافورة التي كان من نتائجها غير معلنة تغييرات كثيرة في طاقم التحكيم، الذي إستبدل بحكام شبان ذوي خبرة محدودة. ويعلم الصفاء جيداً أنه من الصعب جداً أن يبقى في خزائنه للموسم الثالث على توالياً، لهذا قام الفريق بتغييرات شبه جذرية إذ غادره المدير الفني العراقي أكرم سلمان وثلة من اللاعبين، ليكون الفريق بعهدة المدرب الروماني تيتا فاليريو، الذي قاد الاتحاد السوري للقب كأس الاتحاد الآسيوي 2010، فضلاً عن إجراء نفضة على صعيد اللاعبين الأجانب بالتعاقد مع لاعب الوسط الروماني كونستانتين توبا ليلعب خلف المهاجم العاجي إبراهيم توريه (شقيق لاعب مانشستر سيتي يايا توريه ولاعب ليفربول كولو توريه) إلى لاعب الوسط السوري تامر حاج محمد. كما أجرى الفريق تغييرات في تشكيلته المحلية عبر التعاقد مع المهاجم المخضرم علي ناصر الدين والمدافع محمود كجك من الأنصار، والظهير الدولي السابق محمد باقر يونس من العهد، واليافعين حسن شعيتو وجوزف حبوش. وأبقى على عناصره الأساسية التي أحرزت اللقبين الأخيرين من بينهم علي السعدي وعمر عويضة اللذان أوقفا بسبب التلاعب. وكانت فترة التحضيرات مكثفة لكنه فشل في الحفاظ على لقب كأس النخبة، بينما ظفر بلقب السوبر للمرة الأولى في تاريخه بفوزه على شباب الساحل بهدف من دون ردّ. وستكون المباراة الأولى للصفاء في البطولة نارية بمواجهة الأنصار، حامل اللقب 13 مرة (رقم قياسي)، الأحد على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت. ويقع الأنصار تحت وزر التجديد والتغيير، وقد حل سابعاً في الموسم الماضي. وعهدت إدارة "النادي الأخضر" إلى المدرب العراقي هاتف شمران قيادة "ثورة التجديد" بالإعتماد على كوكبة من اللاعبين الشبان مع مخضرمين، حيث إستعاد الفريق لاعب الإرتكاز نبيل بعلبكي وأبقى على المدافع البرازيلي سيباستيان راموس للموسم الرابع، وتعاقد مع المهاجم المصري كريم عصام "كيتا" والمهاجم السوري فهد عودة. وسيعوّل شمران على لاعبي النادي الذين دافعوا عن ألوانه في السنوات الماضية، وأبرزهم ربيع عطايا وأحمد الخضر ومحمد عطوي ومحمد حمود والحارس الدولي لاري مهنا، وضم إليهم المدافع حسين سيد من التضامن صور وحمزة عبود من الصفاء. من جانبه، لن يقبل جمهور النجمة بغير اللقب هذا العام فيعلق آماله على المدرب "الملهم" موسى حجيج الذي سيخوض الإختبار الثالث على رأس الإدارة الفنية، وقد تكون الفرصة الأخيرة أمامه لاحراز اللقب. الفريق الذي كان الأنشط في سوق الإنتقالات وفترة التحضيرات التي سبقت إنطلاق البطولة، لم يصل إلى كامل مستواه المنتظر منه بعد، إذ فقد في الأمتار الأخيرة ألقاب كثيرة في العامين الماضيين وأضاف اليها لقب كأس النخبة بعدما خسر في النهائي أمام العهد صفر-2، حيث حدث ما لم ينتظره أحد إذ عاد جمهوره إلى لغة الشغب والإعتراض القاسي تجاه الأندية الأخرى، ما يعرّض الفريق لخسارة ما تبقى من المناصرين في المدرجات. وغرّم اتحاد اللعبة النجمة مبلغ 5 ملايين ليرة، وسيلعب الفريق مبارياته الخمس الأولى في الدوري من دون جمهوره، على أن تضع اللجنة التنفيذية للاتحاد آلية تنفيذة لدخول أنصاره إلى الملاعب بعد إنتهاء مدة العقوبة المحددة. وأبرم النجمة صفقات مهمة بضمه الظهير الدولي وليد إسماعيل من الراسينغ في صفقة إعتبرت الأقوى لهذا الموسم. كما رفّع عدداً من لاعبي فريق الشباب وضم نيازي شحيمي وعلي حوراني من التضامن صور وزكريا شومان من الأنصار والحارس الدولي السابق محمد حمود من العهد. وتعاقد مع لاعب الوسط السنغالي سي الشيخ والدولي السوري رجا رافع من زاخو العراقي ومواطنه المدافع الدولي عبد الناصر حسن، لكن الفريق إستغنى عن لاعب وسطه الدولي السابق زكريا شرارة إلى الاخاء الأهلي ومدافعه أحمد المغربي إلى طرابلس، وأبو بكر المل الى السلام زغرتا. وسيعوّل حجيج على حماسة لاعبيه للصعود إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ خمسة مواسم، وأبرز عناصر تشكيلته الدوليين قائد الفريق عباس أحمد عطوي والظهير علي حمام ولاعب الوسط محمد شمص إضافة إلى مخضرمين كحسين حمدان وخالد حميه والمهاجم حسن المحمد. ويأمل حجيج في أن يُحسن لاعبوه التركيز لا سيما في خط الهجوم الذي إفتقد إلى اللمسة الأخيرة في بطولة النخبة. وسيواجه في مباراته الإفتتاحية السبت مضيفه السلام زغرتا العائد إلى دوري الأضواء على ملعب الفريق الشمالي في المرداشية. ودعّم السلام صفوفه بلاعبين محليين جيدين مثل محمود الزغبي الحارس رضوان كساب من الصفاء وعلاء حمية عباس طحان. وأضاف اليهم السنغاليين دوغلاس فايي وسندجيري ديا والسوري أحمد حاج محمد. وسيقوده المدرب السوري عساف خليفة الذي سيواجه زميله السابق حجيج عندما لعبا للنجمة في منتصف التسعينيات. ويتطلّع العهد للعودة إلى منصات والتي إستهلها الأسبوع الماضي بإحرازه لقب النخبة. ويعتبر الفريق الأكثر تجديداً في صفوفه نتيجة تخليه عن عدد من اللاعبين الذي أوقفوا في قضية المراهنات. وسيعوّل الفريق على تشكيلة من الواعدين مع بعض الذين نشطوا معه بعيداً من التلاعب، وأبرزهم على الإطلاق قائد الوسط عباس علي عطوي "أونيكا". وقدّم العهد، الذي أبقى على المدرب الألماني - التركي باهتيار فانلي، نجماً جديداً هو المهاجم حسين عواضة الذي برز في بطولة النخبة، إلى جانب علي الأتات وحسن شعيتو والدولي هيثم الفاعور والحارسين محمد سنتينا ووحيد فتال. وإستقدم المهاجم التشيخي دافيد ستريهافكا وأبقى على مدافعه الغيني أبوبكر ديالو. وستكون المواجهة الأولى ل"الفريق الأصفر" السبت على ملعبه مع جاره شباب الساحل. ويدخل الساحل المنافسة مطالباً بتطوير نتائجه، إذ حلّ الموسم الماضي سادساً وبلغ نهائي مسابقة الكأس. وأبقى الفريق على غالبية لاعبيه المحليين وإقتصر التغيير على أجانبه، إذ غادره هدافه المالياني أوليسيه ديالو إلى الدوري الهنغاري، وحل بدلاً منه العاجي كريست ريمي لورونيون، كما تعاقد مع السوري علي غليوم. وكان الفريق إستغنى عن مدربه محمود حمود لأسباب غير معلنة، وتعاقد أولاً مع المدرب إميل رستم الذي عاد وإعتذر لأسبابه الخاصة، لتجد إدارة النادي بمدرب الأنصار السابق جمال طه ضالتها المنشودة. ويلعب الأحد الأخاء الأهلي عاليه مع ضيفه طرابلس على ملعب بحمدون البلدي. الفريق الجبلي حلّ رابعاً في الموسم الماضي، أجرى تغييرات على تشكيلته إذ إستقدم المدافع المغربي طارق العمراتي من الصفاء. وتعاقد مع المهاجم البرازيلي دياز جزييل، وأبقى على مواطنه لاعب الوسط دييغو سانتوس. وعلى صعيد المحليين، تعاقد "الفريق الجبلي" مع المهاجم الدولي عماد غدار من الشباب الغازية وزكريا شرارة من النجمة وإبراهيم خير الدين من الصفاء، وحافظ على باقي تشكيلته التي يقودها المدرب المحلي سمير سعد. أما طرابلس فكانت وجهته سورية بإمتياز اذ سيقوده المدرب هيثم جطل. كما يعتمد على السوريين عبد الرحمن العكاري وجهاد الباعور وعمار زكور كلاعبين أجانب. أما أبرز تعاقداته المحلية فتمثلت بإستقدام أحمد المغربي من النجمة ولاعب الصفاء السابق حسن أومري، وحسن سلهب القادم من ملاعب الدرجة الثالثة الألمانية. ويحلّ الاحد التضامن صور ضيفاً على الإجتماعي طرابلس. ويدخل "سفير الجنوب" اللقاء بمعنويات مرتفعة بعدما تفوق على الإجتماعي بالذات في المباراة النهائية لكأس التحدّي التنشيطية، التي أطلقها اتحاد اللعبة للمرة الأولى الشهر الماضي. وسيكون الفريق الجنوبي أمام إختبار جدي بعدما نزح لاعبون جيدون. وغالباً ما يرفد التضامن النوادي الأخرى بعناصر مميزة بعدما يكون قد أعدّها في صفوفه. وسيكون المدرب محمد زهير في تحدٍ جديد لاطلاق نجوم آخرين من صفوف شبانه، الذين يشكلّون العماد الأساس للفريق إلى مخضرمين كالقائد بلال حاجو والثلاثي العاجي كونان ريتشموند وسيرج زادي وآلي ياسولي. من جهته، يتطلّع الإجتماعي إلى إحتلال مركز متقدم هذا الموسم بعدما حلّ عاشراً الموسم الماضي، إذ حافظ مدربه المحلي فادي العمري على غالبية عناصر تشكيلته مع بعض التعاقدات من نوادي الشمال المجاورة التي تلعب في الدرجات الدنيا. ويحلّ الراسينغ بيروت ثالث الموسم الماضي ضيفاً على المبرة العائد إلى الدرجة الأولى على ملعب العهد الأحد. فريق "القلعة البيضاء" يطمح إلى ما هو أبعد من المركز الثالث بعدما حافظ على مدربه التشيخي ليبور بالا، لكنه سيفتقد إلى ظهيره وليد اسماعيل المنتقل إلى النجمة ومهاجمه الشاب فيليب باولي الذي يحترف مع فريق الشباب بنادي أولمبيك ليون الفرنسي. ويعتمد بالا على غالبية عناصر الموسم المنصرم والأنجح للفريق منذ أكثر من عقد، وأبرزهم الهداف العاجي لاسينا سورو والمدافع النيجيري ادييل بريشيوس ومواطنه لاعب الوسط مبا ديريك ايبي. كما سيعوّل على أسماء ساهمت في نجاحات العام الماضي، وأبرزها الحارس حسن حسين والمهاجم عدنان ملحم وعلي حمية وسرج سعيد والمخضرم بول رستم. ويطمح المبرة إلى تثبيت أقدامه في الدرجة الأولى بعدما أمضى موسماً في الثانية. وسيقود بطل كأس لبنان 2008 المدرب غسان الأحمد. وحافظ الفريق على عدد من أساسييه وأضاف اليهم المدافع حسن مزهر وعلي فاعور من العهد، وأحمد أيوب من الأنصار وبلال كساب من السلام صور،. كما تعاقد مع البرازيليين فيليبي فيريرا وغابرييل أبولو روزا "غابي".