بات خبراء التجميل في البرازيل يضعون الرجال نصب أعينهم ويقترحون عليهم مزيداً من الخدمات والمنتجات المخصصة للذكور. وفي أحد شوارع حي «الحدائق» المترف في ساو باولو، تنتشر خمسة صالونات للتجميل متشابهة الشكل، لكن أحدها يمتاز بزبائنه. فالرجال يأتون إلى هذا الصالون ليس لقص شعورهم وحلق لحاهم فحسب، بل أيضاً لإزالة الشعر بواسطة الشمع والخضوع لجلسات تدليك للقضاء على الدهون والحصول على معدة مسطحة. ويقدم الصالون إلى زبائنه الذكور أيضاً خدمات أخرى تشمل تنظيف البشرة وجلسات لإعادة الشباب إلى بشرة الوجه والعناية بأظافر اليدين والقدمين. ويقول ماركوس كوستا، وهو زبون وفيّ لهذا الصالون المخصص للرجال الذي فتح أبوابه قبل 5 سنوات: «تحب النساء أن نكون نظيفين ومهندمين وأن تكون رائحتنا زكية، لكن إذا رأيننا في الصالون نرتب أظافرنا، يشعرن بالانزعاج». ويؤكد هذا المقاول البالغ من العمر 44 سنة أنه «يلجأ إلى كل شيء» كي يشعر بأنه جذاب. ويشرح أحد مالكي الصالون غريغوريو مينديز أن الصالون يستقبل كل يوم زبائن جدداً يأتون ليقصوا شعورهم وتصبح لديهم الجرأة شيئاً فشيئاً لتجربة علاجات أخرى. ويقول: «إنها سوق متنامية. بدأت تزول الفكرة السلبية السائدة حول الرجال الذين يلجأون الى إزالة الشعر»، في إشارة إلى نظرة المجتمع في البرازيل وأميركا اللاتينية إلى الرجال الذين يعتنون بمظهرهم. ويضيف: «يزورنا رجال من كل الأعمار إما بملء إرادتهم وإما بتشجيع من زوجاتهم أو صديقاتهم أو أطفالهم. وهم يبحثون عن الجمال». وأكثر ما يطلبه هؤلاء الزبائن اليوم هو إزالة الشعر. وفي هذا القطاع المتمحور على النساء، يؤكد مينديز أن «مشكلته الرئيسية» هي عدم ايجاد رجال متدربين في خدمات التجميل الذكورية، مضيفاً: «هناك نقص في الخبراء». وتفيد المنظمة البرازيلية لقطاع مستحضرات التجميل بأن هذا القطاع سجّل نمواً بنسبة 10 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة في الوقت الذي أصبح فيه 40 مليون برازيلي من الطبقة الوسطى. وفي العام 2012، بلغ رقم أعمال قطاع التجميل في البرازيل 42 بليون دولار، أي 10 في المئة من السوق العالمية، بعد الولاياتالمتحدة واليابان. ويقول المتخصصون في هذا المجال إن الرجال لم يعودوا في حاجة إلى الاختباء لاستعمال مستحضرات التجميل الخاصة بشقيقاتهم أو زوجاتهم، من صبغة الشعر وطلاء الأظافر إلى المستحضرات المرطبة للبشرة وكريم إزالة الشعر... وتقول ناطقة باسم شركة «لوريال» لمستحضرات التجميل: «نرى جميعنا أن هذه السوق تزدهر، ولذلك نتابعها بانتباه». ويضيف سيرجيو بياو وهو مدير في شركة «بروكتر اند غامبل» التي اطلقت أخيراً شامبو للرجال ضد القشرة بالتعاون مع نجمي كرة القدم ليونيل ميسي وبيليه قبل سنة من كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، أن «مبيعات المستحضرات الذكورية تضاعفت السنة الماضية».