بكين - أ ف ب - يلجأ عدد متزايد من الرجال الصينيين إلى كريمات ترطيب البشرة ومصل مكافحة الشيخوخة لمساعدتهم على التقدم مهنياً، مما أدى الى نشوء سوق جديدة مزدهرة تثير اهتمام شركات مستحضرات التجميل العالمية. والرجال الصينيون أقل تردداً من الرجال الغربيين في استعمال مستحضرات العناية بالبشرة، ويتهافت الزبائن، لا سيما في المدن، على شراء كريم الأساس وغسول البشرة ومستحضرات التبييض التي تشتريها النساء عادة. وتنفق كبرى الشركات في هذا القطاع مثل «لوريال» الفرنسية و «بيرزدورف» الألمانية التي تصنع مستحضرات نيفيا، أموالاً طائلة على الإعلانات والتوزيع في الصين لاكتساح هذه السوق الواعدة، وتصنع منتوجات جديدة بحسب الطلب. ويقول نائب رئيس «لوريال» في الصين جاكسون جانغ: «إنها سوق ديناميكية جداً». ونحو 10 في المئة من الرجال الصينيين يستعملون مستحضرات عناية بالبشرة مصنوعة خصيصاً لهم. الزبائن هم عادة من أصحاب المهن الذين يعيشون في العاصمة بكين أو مدينة شنغهاي، وكذلك في المدن الأصغر. ويشرح جانغ: «عندما ترتفع مداخيل الرجال الصينيين، يشترون أولاً ساعة جيدة، ثم ينتقلون الى الأجهزة الإلكترونية... ثم الملابس، يشترون ماركات شهيرة وأخيراً ينتقلون الى مستحضرات العناية الشخصية، ويعتقد الرجال أن استعمال منتجات العناية بالبشرة يمكن أن يمنحهم أفضلية تنافسية في وظائفهم ويساعدهم على اجتذاب النساء». وستشهد الصين نحو 50 في المئة من نسبة النمو العالمي في سوق العناية ببشرة الرجال في الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2014، وفق شركة «يورومونيتور» المعنية بأبحاث السوق. وازدادت في عام 2010 مبيعات مستحضرات العناية ببشرة الرجال في الصين بنسبة 30 في المئة لتصل الى 280 مليون دولار، ما يفوق مبيعاتها في أميركا الشمالية. فالرغبة في النجاح الاجتماعي في بلد شيوعي بات مهووساً الآن بجني المال دفعت عدداً متزايداً من الرجال الصينيين الذين يعيشون في المدن الى الاعتناء بمظهرهم.