يشعل فريقا الاتحاد والفتح فتيل الإثارة والندية في المنافسات المحلية باكراً، عندما يلتقيان مساء اليوم في نهائي النسخة الأولى من كأس السوبر على ملعب الشرائع في مكةالمكرمة، جاء تأهل الاتحاد للمباراة الختامية بصفته بطلاً لبطولة النخبة على كأس خادم الحرمين الشريفين، فيما تأهل الفتح إثر تحقيقه لبطولة الدوري في الموسم الماضي. الفريقين التقيا الموسم الفائت في أربع مناسبات، إذ فاز الفتح في كلتا مواجهتي الدوري، قبل أن يثأر الاتحاد لنفسه ويحقق فوزين صريحين على الفتح في نصف نهائي كأس النخبة. المباريات الختامية لا تخضع لأي اعتبارات تسبق الصافرة الأولى، ودائماً ما يطغي التكتيك الفني على مجريات اللعب في ظل حرص المدربين على تحقيق الانتصار بغض النظر عن المستوى الفني، ما يجعل الموجهات النهائية لا ترتقي لطموحات الجماهير، إذ يكون الانضباط التكتيكي والتحصينات الدفاعية بعيداً عن استعراض المهارات الفردية والمبالغة في الشق الهجومي، غالباً ما يكون الصراع محموماً بين المدربين للاستفادة من إمكانات اللاعبين كافة داخل المستطيل الأخضر، التحضيرات الفنية كانت على أشدها في الأيام الأخيرة، وتسابق المدربين الإسباني بينات للاتحاد والتونسي فتحي الجبال للفتح على تجهيز أهم العناصر للمواجهة الأهم، وتبدو صفوف الفتح أكثر استقراراً بوجود جل الأسماء التي حققت بطولة الدوري في الموسم الماضي، عكس الفريق الاتحادي الذي يعيش أوضاع إدارية غير مستقرة أثرت كثيراً في سير الاستعداد الفني للمواجهة الكبرى. المدرب الاتحادي ولاعبوه أمام تحد كبير لتجاوز الظروف كافة وتحقيق كأس البطولة، وتعول الجماهير الصفراء على خبرة المدافع أسامة المولد وسعود كريري، إضافة إلى حيوية العناصر الشابة فهد المولد ومختار فلاته ومحمد قاسم وهتان باهبري وعبدالرحمن الغامدي، كما أن المحترفين الجدد البرازيليين ليناردو وجيبسون واللبناني محمد حيدر سيكونون أمام اختبار ليس بالسهل لتأكيد أنهم صفقات رابحة للكتيبة الصفراء، والمدرب الإسباني بينات ذكي جداً، ويستطيع أن يتعامل مع أحداث المباريات بكل عقلانية، ما جعل الفريق ينهض من كبوته في أواخر الموسم الماضي ويحقق آخر بطولات الموسم، ودائماً ما يكون خط الوسط الحلقة الأقوى بوجود كريري وأحمد الفريدي ومحمد أبوسبعان، كما أن رباعي الدفاع ينجح في غالب الأحيان بالقيام بالأدوار المناطة به بكل اقتدار، بفضل وجود أسامة المولد وأحمد عسيري في متوسط الدفاع، ومحمد قاسم ومنصور شراحيلي على الأطراف، ودائماً ما يشارك محمد قاسم في الغارات الهجومية على الشق الأيسر، فيما يكتفي شراحيلي بما أوكل له من مهمات دفاعية. وعلى الضفة الأخرى، تبدو خطوط الفتح أكثر استقراراً، إلا أن ذلك غير كاف في المباريات الختامية، ويدرك المدرب التونسي فتحي الجبال صعوبة المهمة، لذا لن يتردد في مواصلة الأسلوب الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة الخاطفة التي يجيد تنفيذها البرازيلي خوزيه إلتون وربيع سفياني وحمدان الحمدان، وسط مشاركة فاعلة من حسين المقهوي وعبدالعزيز بوشقراء، وتمتاز الخطوط الفتحاوية بالأداء الجماعي الذي يزيد من ضراوة الهجمة وصلابة الدفاع، وأبرز ما تعانيه خطوط الفريق غياب المدافع السنغالي كيمو سيسوكو بسبب الإصابة، ما قد يدخل المدرب في دوامة البحث عن البديل المناسب للوقوف إلى جوار بدر النخلي في متوسط الدفاع. دكة الاحتياط للفريق الفتحاوي متواضعة بعض الشيء في ظل افتقادها للعناصر المؤثرة، عكس الدكة الاحتياطية الحبلى بالأسماء الشابة التي تنتظر فرصة المشاركة لإثبات الذات على الخارطة الصفراء، التي من شأنها ترجيح كفة المدرب الإسباني بينات في حال تعثر الحلول في الأشواط الأصلية من المباراة.