تتجه أنظار الشارع السعودي عموماً وجماهير الشباب والاتحاد خصوصاً مساء اليوم صوب إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، إذ يقام هناك نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بين الشباب والاتحاد في كرنفال رياضي كبير، يحمل بين طياته الشيء الكثير من الإثارة والندية، خصوصاً أن الفريقين سبق أن التقيا في نهائي النسختين الأولى والثانية، وظفر الشباب بكأس البطولة في كلتا المواجهتين، ما يجعل الاتحاد يبحث عن رد الاعتبار، بينما يتطلع الشباب إلى تأكيد علو كعبه في مواجهات الطرفين. جاء تأهل الشباب على حساب الرائد في دور الثمانية، بعدما تجاوزه ذهاباً وإياباً، قبل أن يتجاوز المنعطف الصعب في نصف النهائي، إثر تغلبه على الأهلي في الإياب بهدفين من دون رد، بعد أن خسر الذهاب بهدف من دون مقابل، بينما تأهل الاتحاد من الباب الصعب بعد أن أقصى الهلال أولاً من دور الثمانية، إذ كسبه في الذهاب بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، قبل أن يخرج من موقعة الإياب بالتعادل بهدف لمثله، ثم تجاوز فريق الفتح (بطل دوري زين)، ذهاباً بهدفين من دون رد، وإياباً بنتيجة ساحقة قواهما أربعة أهداف من دون مقابل. المباريات الختامية لا تخضع لأي اعتبارات تسبق الصافرة الأولى، ودائماً ما يطغى التكتيك الفني على مجريات اللعب في ظل حرص المدربين على تحقيق الانتصار بغض النظر عن المستوى الفني، ما يجعل الموجهات النهائية لا ترتقي إلى طموحات الجماهير، إذ يكون الانضباط التكتيكي والتحصينات الدفاعية، بعيداً عن استعراض المهارات الفردية والمبالغة بالشق الهجومي، وغالباً ما يكون الصراع محموماً بين المدربين، للاستفادة من إمكانات اللاعبين كافة داخل المستطيل الأخضر، والتحضيرات الفنية كانت على أشدها في الأيام الأخيرة، وتسابق المدربان البلجيكي برودوم للشباب، والإسباني بينات للاتحاد على تجهيز أهم العناصر للمواجهة الأهم، وإن كان مدرب الشباب لم تخدمه الظروف لادخار بعض النجوم، كونه خاض مواجهات ذات أهمية كبيرة جداً في الاستحقاق الآسيوي، إضافة إلى المواجهة الثقيلة أمام الأهلي في نصف النهائي، ما تسبب في إجهاد جل العناصر، بينما حرص مدرب الاتحاد على إبعاد أسماء عدة عن المباراة الأخيرة أمام الفتح في مرحلة الإياب بعد أن اطمأن على اقتراب فريقه من التأهل. الشباب المرصع بالنجوم يمني النفس بمواصلة بسط نفوذه في سماء المسابقة، وإضافة البطولة ال3 إلى خزائنه، ويمتلك مدربه البلجيكي برودوم قائمة طويلة من أسماء يتمناها أي مدرب في مثل هذه المواجهات، خصوصاً البرازيلي كماتشو صاحب الأداء المميز، إضافة إلى مواطنه فرناندو بمجهوده السخي ومهارته العالية، إلى جانب حيوية أحمد عطيف، كما يحتكم مدرب الفريق على قوة ضاربة في خط المقدمة بوجود مهند عسيري أو الأرجنتيني تيغالي أو ناصر الشمراني، فجميعهم يجيد التحرك المدروس داخل منطقة الخطر، إلى جانب الاستفادة المثلى من أنصاف الفرص. وعلى الطرف الآخر، يبحث مدرب الاتحاد الإسباني بينات عن تحقيق المعادلة الصعبة، وكسب الرهان بعد أن شهدت قائمة الفريق غربلة كبيرة في الأيام الماضية، إثر الاستغناء عن لاعبي الخبرة ، والجماهير الاتحادية تنتظر أن يعيد الشبان كأس البطولة إلى الخزائن الاتحادية، فالفريق حقق اللقب مرة واحدة قبل موسمين على حساب الهلال، على رغم أنه أكثر الفرق وصولاً إلى النهائيات بواقع أربع مرات، ولم يغب عن النهائي سوى مرة واحدة في الموسم المنصرم. القائمة الاتحادية مزدحمة بوجوه شابة تتطلع إلى تأكيد أحقيتها بتمثيل الفريق، ولا شك أن بينات يستطيع تطبيق ما يريد على أرض الميدان، إذ لديه عناصر تجيد الأداء السريع والقدرة العالية للضغط على حامل الكرة في الفريق المقابل، ما يفقد الخصوم التركيز في جميع أنحاء الملعب، إذ يتحرك فهد المولد ومختار فلاتة وعبدالفتاح عسيري بسرعة كبيرة، تتسبب في وقوع مدافعي الخصم بأخطاء عدة، كما أن محمد القاسم يقوم بأدوار كبيرة جداً من الطرف الأيسر، وبات من أهم العناصر في المنظومة الاتحادية، إلى جانب خبرة سعود كريري وأمبامبي في منتصف الميدان، وكذلك أسامة المولد في خط الدفاع ونايف هزازي في المقدمة، ودائماً ما تكون دكة الاحتياط عامرة بالأوراق القادرة على ترجيح كفة المدرب في أية لحظة من المباراة بوجود أحمد الفريدي وعبدالرحمن الغامدي وهتان باهبري، وغيرهم من الأسماء التي تعول عليها جماهير الفريق الشيء الكثير.