ترتفع حدة الإثارة في منافسات كرة القدم السعودية عندما تقام مساء اليوم أول مواجهات ذهاب نصف النهائي كأس خادم الحرمين الشرفين للأندية الأبطال، إذ يلتقي الاتحاد والفتح على ملعب الأول. الاتحاد أقصى الهلال من الدور الأول، بعدما كسب موقعة الذهاب بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، وخرج بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله في مباراة الإياب، فيما وصل الفتح عبر بوابة الاتفاق، إذ كسب مواجهة الإياب بهدفين في مقابل هدف، بعد أن انتهت موقعة الذهاب بالتعادل بهدفين لمثلهما. الاتحاد يحاول إنقاذ موسمه بتحقيق أغلى البطولات التي ستخوله للعودة إلى المشاركة في دوري أبطال آسيا، بعد أن خرج من الموسم الحالي خالي الوفاض، والمدرب الإسباني بينات أمام تحد كبير لإثبات قدرة لاعبيه الشبان على قيادة الدفة نحو منصات التتويج، بعد القرارات التاريخية التي اتخذتها الإدارة بالاستغناء عن كبار اللاعبين بعد مباراة الهلال الشهيرة في منافسات الدوري، ومتى ما واصل لاعبو الاتحاد الحماسة ذاتها في المباراة الأخيرة أمام الهلال، سيكون لهم شأن كبير في البطولات المقبلة كافة. الخطوط الصفراء حبلى بالأوراق الرابحة في المراكز كافة، إذ يمتلك المدرب قوة هائلة في خط المقدمة، بوجودد الثنائي فهد المولد ومختار فلاتة، إضافة إلى البديل الناجح دائماً عبدالرحمن الغامدي الذي سجل نجاحات كبيرة في المواجهتين السابقتين، على رغم مشاركته في أجزاء بسيطة من تلك المباراتين، ومن المنتظر أن يكون نايف هزازي أحد خيارات المدرب بعد أن استبعده في الفترة السابقة، كما أن رباعي الوسط لا يقل قوة، إذ يشكل الكاميروني أمبامبي ساتر دفاعي جيد في منتصف الميدان إلى جانب سعود كريري، فيما يتفرغ هتان باهبري والهنغاري خورخي ساندور للمساندة الهجومية. الدفاعات الاتحادية لديها من الخبرة ما يكفي للتعامل مع المباريات الحاسمة، فالمدافع الرائع أسامة المولد يحمل على عاتقه الشيء الكثير، ودائماً ما يكون له حضور بارز بفضل قتاليته الكبيرة، ومهارته العالية في حال المشاركة في الشق الهجومي، كما أن أحمد عسيري بات خياراً مناسباً، إلى جانب ظهيري الجنب منصور شراحيلي ومحمد القاسم، ويعد الأخير أحد أهم العناصر الاتحادية في الفترة الأخيرة بعد البروز اللافت الذي سجله في المباريات القليلة السابقة. وعلى الضفة الأخرى، يمنّي الفتح بنقل نجاحاته هذا الموسم في الدوري المحلي، إلى البطولة الكبرى، ويرى عشاقه أن الفرصة مواتية للوصول إلى أبعد نقطة في المسابقة، بل وتحقيق اللقب، عطفاً على نشوة الخطوط، والظروف الرائعة التي يمر بها الفريق هذا الموسم، التي قد لا تتكرر في المواسم المقبلة. المدرب التونسي فتحي الجبال يجيد التعامل المثالي مع إمكانات لاعبيه، وهو ما جعل الفريق يحقق أفضل المستويات، وفي معظم الأحيان يلجأ إلى التحفظ الدفاعي في حال إقامة المباراة خارج الديار، وتنظيم الهجمات المرتدة السريعة التي يقودها العقل المدبر لمعظم الهجمات البرازيلي خوزيه ألتون، إضافة إلى ثلاثي الخطر ربيع سفياني وحمدان الحمدان، والكونغولي دوريس، كما أن حسين المقهوي ومبارك الأسمري ومحمد الفهيد يقومون بأدوار كبيرة في منتصف الميدان. الفتح تفوق على مضيفه الاتحاد في مواجهتي الذهاب والإياب في منافسات الدوري، ويمنّي النفس بتكرار ذلك في البطولة الأخيرة في الموسم الحالي، في الوقت الذي يتطلع الاتحاديون لكسر الإخفاقات الأخيرة ببلوغ النهائي، والبحث عن تحقيق كأس البطولة، الذي ينقلهم أيضاً إلى المشاركة في دوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة، وبين هذا وذاك، ينتظر الجمهور مشاهدة صراع كروي يليق بالمرحلة التي وصل لها الفريقان في المسابقة الكبرى. الفتح تغلب على الاتحاد في مباراتي دوري زين. (&)