بعد اثني عشر عاماً على اعتقاله، وجد الأسير عبد الكريم الريماوي وسيلة للإنجاب: تهريب سائل منوي من السجن الى مختبر، وإجراء عملية تخصيب لزوجته في مركز لأطفال الأنابيب. وبعد محاولات عدة، نجحت التجربة، وأنجبت زوجته ليدا (34 عاماً)، أمس طفلهما الأول أسمياه مجد. والأسير البرغوثي المحكوم بالسجن 25 عاماً، هو الأسير الثاني الذي تنجب زوجته عبر هذه الوسيلة. وقال مدير مركز «رزان لعلاج العقم واطفال الأنابيب» في نابلس الذي يجري هذا النوع من العمليات مجاناً للأسرى، أن 16 زوجة أسير آخرين تحمل بهذه الطريقة، ومتوقع إنجابهن في الأشهر المقبلة. واضاف انه أجرى عمليات تخصيب ل 65 زوجة أسير، مشيراً الى أن «فرص النجاح في هذه الحلات تبلغ 30 في المئة فقط بسبب ظروف نقل العينات، وهي أقل من نسب النجاح الطبيعية في هذه الوسيلة والتي تصل الى 45 في المئة». ومن بين النساء الحوامل رماح السيلاوي، زوجة الاسير أسامة السيلاوي من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، المحكوم عليه بالسجن المؤبد أمضى منها 21 عاماً في الاسر. لكن المفاجأة الكبرى له أن اسرائيل وافقت أخيراً على إطلاقه ضمن 104 اسرى معتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو. وقالت العائلة ان من المتوقع أن تنجب رماح الشهر المقبل، وهو الشهر الذي ستطلق فيه اسرائيل الدفعة الاولى من الاسرى، معربة عن املها في ان تشمله هذه الدفعة. وسيجري اطلاق اسرى ما قبل اوسلو على اربع دفعات خلال ثمانية اشهر من المفاوضات. وقال الدكتور ابو خيزران إن أهالي الأسرى ينقلون العينات الى المركز بعد زيارة ابنائهم في السجون، وأن العينات القوية تبقى حية لنحو 12 ساعة، لكن العينات الضعيفة تموت خلال اقل من نصف ساعة. وأحيت عمليات الحمل بواسطة أطفال الانابيب الأمل في بيوت الكثير من الاسرى الذين يمضون احكاماً بالسجن تصل الى عدة مؤبدات. وقالت دلال الزبن، زوجة الأسير عمار الزبن التي انجبت بهذه الطريقة في آب (اغسطس) العام الماضي، إن ابنها البالغ من العمر عاما «ملأ البيت بالحياة». وأضافت: «قبل قدومه كانت حياتي مملة، البيت يغرق في الصمت، لكن اليوم اصبح البيت شلعه حياة». واعتقل الزبن عام 1997 وحكم عليه بالسجن المؤبد 27 مرة على خلفية دوره في عمليات انتحارية نفذتها حركة «حماس». وتعتقل اسرائيل 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم المئات من المحكومين بالمؤبد. وترك بعض هؤلاء الاسرى خلفهم نساء في انتظارهم. وقالت سلام نزال، زوجة الأسير علي نزال المحكوم بالسجن 20 عاما، وهي إحدى النساء الحوامل بطريقة أطفال الأنابيب: «أزواجنا اعتقلوا وهم في المقاومة، ونحن النساء لنا دور في المقاومة هو حماية الاسرى وانتظار عودتهم» وترفض السلطات الاسرائيلية السماح للاسرى الفلسطينيية لقاء زوجاتهم. وفي كثير من الحالات، ترفض السماح لزوجاتهم بزيارتهم. ومنهم سلام التي تقول انها لم تتمكن من رؤية زوجها منذ اعتقاله قبل ست سنوات، وأن ابنتيها الصغيرتين تزورانه. وكذلك الامر مع رماح السيلاوي التي تقول انها ممنوعه من زيارة زوجها، وأن ابنتها الوحيدة البالغة من العمر 21 عاما، وهو عمر والدها خلف القضبان، هي التي تزوره. وفتح نجاح حالات الحمل عبر اطفال الانابيب الأمل لدى كثير من الاسرى ونسائهم اللواتي تتراجع فرصهن في الحمل الطبيعي مع الزمن. وقال الدكتور سالم: «فرصة المرأة في الحمل بعد سن الاربعين تتضاءل، وهذه الوسيلة تشكل الفرصة الوحيدة لنساء الاسرى الذين يمضون سنين طويلة خلف القضبان».