بعد مضي نحو 6 أشهر على نجاح أول أسير فلسطيني في تهريب حيواناته المنوية من سجنه إلى زوجته وإنجابهما طفلا عبر تقنية الأنابيب، أعلن مركز طبي في نابلس شمال الضفة الغربية عن جود أربع حالات حمل أخرى بنفس الطريقة. وكان الأسير عمار الزبن (38 عاما) من بلدة ميثلون في شمال الضفة الغربية والمحكوم 32 مؤبدا، أول أسير فلسطيني ينجح في تهريب عينة من حيواناته المنوية إلى زوجته دلال، وأثمر ذلك عن إنجاب طفلهما مهند الذي يبلغ من العمر الآن ستة أشهر. وعقد الأطباء في مركز رزان الطبي المتخصص بزراعة الأنابيب مؤتمرا صحافيا بحضور الزوجات الحوامل الأربع، إضافة إلى زوجة الأسير الزبن التي جاءت مع ابنها الطفل مهند. وقال مدير المركز سالم أبو خيزران في المؤتمر إنه بعد "تجربة الأسير عمار الزبن الناجحة تشجع أسرى آخرون ونجحوا في تهريب حيواناتهم المنوية، وهم من كافة المحافظات ومن كافة الفصائل الفلسطينية". و قالت سلام نزال، زوجة الأسير علي نزال من قلقيلية، في المؤتمر بأنها حامل الآن في شهرها الثاني، مشيرة إلى أن زوجها يقضي حكما بالسجن لمدة عشرين عاما قضى منها سبع سنوات ولديها ثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين ست وعشر سنوات. وأضافت نزال أنها حامل بذكر ستطلق عليه اسم شريف. فيما أعلنت رماح السيلاوي، زوجة الأسير أسامة السيلاوي من جنين، أنها حامل الآن بشهرها الثاني، مشيرة إلى أن زوجها محكوم أربعة مؤبدات و55 سنة، وهو معتقل منذ عام 1993. من ناحيتها، قالت والدة الأسير رأفت القروي من رام الله، وهي تبكي بأن زوجة ابنها حامل منذ شهرين، مشيرة إلى أن ابنها الذي كان مطاردا لسنوات يقضي حكما بالسجن 15 عاما. بدورها ذكرت ليديا الريماوي، زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي من رام الله، أنها حامل منذ شهر ونصف، موضحة أن زوجها محكوم 25 سنة. وأضاف الطبيب أبو خيزران: "استلمنا خلال الأشهر الاخيرة العشرات من هذه العينات كان بعضها غير صالح لانه لم يخزن بطريقة سليمة فقمنا بالتخلص منها على الفور، أما الصالح منها فتم استخدامه في عمليات زراعة الأجنة، وقد فشلت بعض محاولات الزراعة فيما نجحت أخرى، ولدينا الآن أربع حالات ناجحة". وأشار أبو خيزران إلى أن المركز يحتفظ الآن كذلك بعينات صالحة أخرى لأسرى آخرين تم تجميدها بانتظار أن يقرروا هم الوقت المناسب لزراعتها. وذكر أبو خيزران أن "المركز يستلم العينات بطريقة سليمة وموثوقة، وبوجود أقارب من أهل الزوج وأهل الزوجة". وأشار الطبيب ابو خيزران إلى أنه سيتم الإعلان في غضون الأيام القادمة عن المزيد من زوجات الأسرى الحوامل بطريقة الأنابيب. من جهتها، قالت سيفان وايزمان، المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية لوكالة "فرانس برس": "نحن على علم بهذه الاشاعات ولكننا متشككون كثيرا لأنه من أجل نجاح عملية مماثلة يجب القيام بها بسرعة حيث تحتفظ الحيوانات المنوية بصفاتها الإنجابية لوقت قليل جدا". وبحسب وايزمان، فانه "حتى النساء اللواتي يأتين للزيارة في السجون، ليس لديهن أي اتصال مباشر مع السجناء فحسب، كما أنهن مضطرات للمرور عبر حواجز وأخذ حافلات". وتابعت: "باختصار أن الطريق إلى المستشفى قد يستغرق وقتا طويلا وطالما لم يتم إجراء اختبارات للحمض النووي فنحن نتعامل مع هذه القصص بحذر شديد".