انتشرت في الآونة الأخيرة ورقات تعلق خلف السيارات العائلية مكتوب فيها: «سائق تحت التدريب»، والبعض ينظر إليها في ظاهرها أنها نوع من الأدب والتنويه، بينما باطنها هو إخلاء للمسؤولية من باب: «همانا قايلين لك؟» والحقيقة أن غالب صيامي لا يفسده إلا هؤلاء السائقون الذين يتعلمون القيادة على حسابنا، وكم ذهبت حسنات يوم إلى رصيد سائق أمطرته «بما أظن» أنه يستحق من الكلام واللكمات إن كان قصيراً، والفرصة متاحة للفضفضة الجسدية! ولكنني بعد طول تأمل وخلوة «شرعية» مع ذاتي، اكتشفت أن هناك جزءاً مفقوداً من الصورة وهو ما يفسر «النطلات» الغريبة للسيارة، والاتجاه يميناً بعد أن أعطاك إشارة لليسار... إنه الكائن اللطيف القابع في المرتبة الخلفية للسيارة، نعم إنها المرأة أو «المعزبة»، فهي أكثر كائن حي «يخرش» السواق، وأقولها من واقع تجربة، فأنا أعيش في الرياض وأعرف شوارعها أكثر من باكستاني التكاسي، ومع ذلك إذا ركبت معي أم الشواكيس تصرعني بشوارعها التي تصفها ولم تمر على عقلي من قبل!.. إيه هذاك الشارع الكبير إلي فيه محل الملابس إلي شرينا منه هدية لاختك في نفاسها فيه جنبه مشغل مهب هو.. المحل إلي عقبه.. تلف على هذا الشارع مرتين وثلاث ولا يوجد بعد المشغل إلا محلات سباكة!.. والأغرب أنهن يعطينك وصفاً لا يمكن لجهاز GPS أن ينافسهن، فهن يمكن أن يعطينك وصف مكان قريب من محل ساعات في برج المملكة! والمفروض أن تبحث عن أي محل قريب في إطار البرج. لذلك عزيزي السائق أرجو التمهل قبل أن تطلق هجومك على السائق وأن تنظر لمن يجلس في سيارته فإذا وجدت امرأة تكثر الإشارة بيدها ادعُ له بأن يصبره الله ويعينه على بلواه، وأن «نطلته» جاءت بتدخل «خارجي»، وكذلك عزيزتي المرأة شراء جهاز GPS تخزنين فيه كل أماكنك المفضلة خيار سهل لك وآمن لتستقيم الحياة خارج سيارتك! [email protected] mushakis22@