تعيش تحت وطأة الأسى والهم، عاشت فصول المرارة وقاست صنوفاً من الأحزان. في كل مرة تخرج من البيت القابع في قرية «الفويلق» التابعة لمحافظة البكيرية في منطقة القصيم لتذهب إلى أقرب مستشفى يقع في عيون الجواء التي تبعد 120 كيلومتراً «ذهاباً وإياباً»، يحاصرها الخوف من حاضر مظلم ومستقبل مخيف. اسمها «أمل» وعنوان حياتها «ألم»، ولذا أطلقت على نفسها مسمى «أمل وألم»، تعيش حياة مليئة بالمنغصات، خصوصاً الجسدية منها منذ نحو 18 عاماً، إذ تعاني من الفشل الكلوي النهائي، ما يضطرها إلى الغسيل ثلاث مرات أسبوعياً، في كل مرة تمكث في السرير الأبيض ثلاث ساعات هي خليط بين الآلام والمعاناة النفسية. وتقول أمل: «قبل خمسة أعوام وضعت إعلاناً في صحيفة إلكترونية، وتقدم أربعة متبرعين يحملون الفصيلة التي أحملها (-o) ولكن الأنسجة لم تتطابق». وتضيف: «سجلت في مركز الأمير سلمان لزراعة الأعضاء وبدوره حولني إلى مستشفى القوات المسلحة في الرياض، وأجريت فحوص التطابق مع المتبرعين في المستشفى». تسكن أمل برفقة والدها المسن والذي تجاوز عمره 90 عاماً، ويحصل على راتبه من الضمان الاجتماعي، ويعول الأسرة شقيقها الوحيد، ولكنها لا تخفي أن «أوضاعنا المالية أقل من المتوسطة، فنحن نسكن في منزل مستأجر، وينقصنا الكثير من ضروريات الحياة». وتصر أمل على عدم القيام بعملية زرع للكلية، «حتى ولو توفر لدي المال، وهو صعب المنال، لأنني لا أستطيع أن أترك والدي وأذهب إلى خارج المملكة، وأنا لا أملك سوى شقيق واحد»، موضحة: «أبي يتعب كثيراً حينما أرقد بالمستشفى، وفي إحدى الليالي وبينما كنت عائدة من المستشفى وجدته لم يأكل أي شيء طوال اليوم، فهو لا يشتهي أي شيء وأنا بعيدة عنه». وتؤكد أمل أن أملها الوحيد بعد الله هو في توافر متبرع لديه فصيلة الدم والأنسجة نفسها، على أن تجرى العملية في المملكة، وتتمنى من المسؤولين في وزارة الصحة تقدير ظروفها الصحية والأسرية ومساعدتها في ذلك، كما ترجو من فاعلي الخير الوقوف معها حتى تتجاوز محنتها التي أرقتها لأعوام طوال وسرقت منها أكثر من نصف عمرها.