بكرة رأسية في الدقائق القاتلة أمام الاوروغواي، منح باولينيو منتخب بلاده البرازيل بطاقة العبور إلى نهائي كأس القارات 2013 لكرة القدم في ملعب «ماراكانا» الأسطوري. لا يزال باولينيو، مع المهاجم فريد، الوحيد المرتبط بناد محلي. لكن خلافاً، للمهاجم المخضرم الذي حمل ألوان ليون الفرنسي (2005-2009)، لم يذق جوزيه باولو بيزيرا ماسييل جونيور طعم الاحتراف في البطولات الأوروبية الكبرى. باولينيو (24 عاماً) قد يعبر المحيط الأطلسي مرة جديدة، لكن باتجاه مختلف عن ليتوانيا وبولندا، حيث احترف بين 2007 و2009. تجربة أزعجت اللاعب الأسمر: «عانيت من الأحكام المسبقة في ليتوانيا. عندما كنا ندخل أرض الملعب يبدأ مشجعو الفريق الخصم بإصدار أصوات القردة ورمي القطع علينا. في الشارع، كان الناس ينظرون إلينا بطريقة مختلفة». وتابع: «في بولندا، اعتاد اللاعبون عل مصافحة الجماهير بعد نهاية كل مباراة. عندما كان يأتي دور زميلي الأسود روديني، كانوا يسحبون أيديهم لعدم مصافحته». عاد باولينيو الشاب إلى البرازيل، فحمل ألوان براغانتينو قبل انطلاقته الحقيقية مع كورنثيانز عام 2010. فرض «بول الصغير» نفسه عنصراً رئيساً في التشكيلة التي أحرزت لقب الدوري البرازيلي (2011)، كأس ليبرتادوريس (2012)، كأس العالم للأندية (2012) على حساب تشلسي الإنكليزي ودوري ولاية ساو باولو (2013). بدأت الأندية الكبرى بمغازلة باولينيو، بينها توتنهام الإنكليزي الذي يتردد أنه اقترب من جذب لاعب وسط نادي ولاية ساو باولو: «تلقينا عرضاً، لكني لم أوقع أي عقد. سأنتظر نهائي كأس القارات لأفكر بذلك برفقة عائلتي». باولينيو (16 مباراة دولية و5 أهداف) يتفرغ لمعركة الوسط البرازيلية مع لويز غوستافو الذي يضمن المساعدة الدفاعية عندما يكون الأول متقدماً لمساندة المهاجمين. أمام الأوروغواي في نصف النهائي، ضرب عمق الجيران بكرة لنيمار عكسها الأخير لفريد الذي سجل هدف التقدم قبل الاستراحة. نيمار رد له الجميل من ركنية قبل دقائق على النهاية تطاول لها برأسه وزرعها في شباك الحارس فرناندو موسليرا، مسجلاً هدفه الثاني في الدورة بعد الأول أمام اليابان في الدور الأول. أطلق المدرب السابق مانو مينيزيس لاعب الوسط في تشكيلة البرازيل، وحافظ الأخير على ثقة المدرب الجديد لويز فيليبي سكولاري الذي يعتبره مصدر «التوازن» المطلوب في تشكيلة «سيليساو». يقول فيليباو: «لباولينيو حرية التقدم ساعة يشاء عندما تكون الظروف مجتمعة». ويضيف: «في الواقع، الظهير في ناديه لا يتقدم كثيراً إلى الأمام، خلافاً لداني الفيش الذي لا يهدأ على الجبهة اليمنى في المنتخب، لذا يعود القرار له بالتقدم من عدمه. مع البرازيل يعلم أن السياق مختلف، لكنه يملك القدرة على التأقلم».