واصل منتخب البرازيل حلمه الكبير وبلغ المباراة النهائية، بعدما أزاح منافسه أوروجواي عن الطريق بتغلبه عليه (2-1) في المباراة الأولى من الدور نصف النهائي لبطولة كاس القارات البرازيل 2013. انتصار سيليساو الصعب تحقق في الدقائق الأخيرة، وأمام حضور جماهيري بلغ (57,483) ألف متفرج احتشدوا في ملعب مينيراو. لم يتوقع البرازيليون أن يجدوا كل تلك الصعوبة في فرض أسلوبهم كما اعتادوا بداية المباريات السابقة، حيث نجح منافسهم الأوروجواي في فرض ما أراده في الفترة الأولى، حين تقدم للوسط وعمل على الضغط المبكر على مفاتيح اللعب في سيليساو، وهو ما حد من قدرة باولينيو في التعاون مع نيمار وأوسكار وهالك على بناء الخطورة في الأمام. في المقابل لم يكتف لاسيليستي بهذا الدور، بل أنه عرف كيف ينسج هجمات متتالية، واستكشف مناطق الخطر بفضل حيوية فورلان وكافاني ومن العمق رودريجيز وجونزاليز وأريفالو، وهو ما جعلهم يتواجدون في الخطوط الأمامية، بل وانتزعوا بعض الأخطاء والركنيات، خلال فترة قصيرة. شاب التوتر الأداء البرازيلي وظهر ذلك عندما "انفعل" لويز وجذب منافسه لوجانو وأسقطه أرضا أثناء تنفيذ ركلة ركنية، لتكون ركلة الجزاء، تصدرى لها فورلان وسددها أرضية على الجهة اليسرى، لكن سيزار قرأ تفكيره واتجه لنفس المكان لينجح في ابعاد الكرة للركنية ويمنع اهتزاز الشباك (15). حاول الهجوم البرازيلي الرد، وبدأ أولا على استحياء، حين سدد أوسكار كرة من خارج المنطقة أخذت تعلو كثيرا فلم تهدد موسليرا (18)، وبعد دقائق استجمع فيها أصحاب الأرض قواهم وتركيزهم، حاول هالك اصابة المرمى بعد أن وصلت كرة عرضية سددها بسرعة فوق المرمى (28)، ليرد عليه فورلان بتسديدة أخطر من خارج الجزاء، مرت فوق العارضة (30). وفي الربع الأخير تحسن مردود الهجوم لسيليساو، وظهر ذلك جليا مع النشاط الذي بدا أخيرا على نيمار، فحاول الاختراق من الجهة اليسرى ومرر نحو فريد، هذا الأخير لمسها بصعوبة لتمر بجانب القائم دون خطر (36)، ومن بعدها قام نيمار بالعملية التي يفضلها ويتفوق بها على الجميع، السرعة القصى، حين طلب الكرة من باولينيو في عمق الدفاع، فاستلمها بوضع مناسب وعندما اقترب من الحارس سدد لترتد من جسده، لكن الكرة تهادت أمام فريد المتحفز، فلم يجد صعوبة في هز الشباك المشرعة، الهدف الأول (41)، لينتهي الشوط على الأفضلية لأصحاب الضيافة. مع عودة اللعب، كان رغبة الضيوف واضحة في استثمار رغبتهم في الهجوم، وبعد سلسلة من التمريرات الواثقة، حاول سواريز الاختراق من العمق، أطبق عليه الدفاع البرازيلي، ليبعد لويز الكرة في المرة الأولى، لترتد وتبقى مكانها، فأراد تياجو سيلفا تخليص الكرة بثقة والتمرير إلى مارسيلو، لكن كافاني كان متربصا وانقض على الكرة وسددها نحو المرمى بمهارة، مدركا التعادل المبكر (48). كانت صدمة الهدف قوية على البرازيليين، واحتاجوا بعض الوقت استجماع قواهم من جديد، ولدقائق لم يتهدد مرمى موسليرا، إلا من تسديدة مباشرة أطلقها هالك من مسافة بعيدة، أبطلها الحارس بقبضة يديده (55). من جهته اعتمد الضيوف على المرتدات السريعة أملا في اقتناص الفرصة المناسبة، كادت أن تأتي بسرعة، حين رفع فورلان كرة مباشرة ارتقى لها سواريز دون مضايقة ولعبها نحو المرمى، لكن سيزار تألق في إخراجها للركنية بصعوبة (65). اشترك البديل البرازيلي برنارد بدلا من هالك، ومرر كرة عرضية مناسبة أمام فريد، لكن الأخير سددها من اللمسة الأولى لتعلو المرمى كثيرا (66). حاول نيمار استخراج مهاراته، فاخترق المنطقة وسدد نحو الزاوية البعيدة، لكن موسليرا كان حاضرا والتقط الكرة بحضور (68)، وسرعان ما أتبعه جوستافو بتسديدة أرضية سيطر عليها موسليرا دون عناء (70). في المقابل ظلت أوروجواي تعوّل على رؤوس حربتها الأقوياء، وكاد كافاني أن يباغت الجيع، عندما تخلص بمهارة من البديل الثاني هيرنانيس، وسدد نحو المرمى، لتضرب بقدم جوستافو وتتهادى رويدا بجانب القائم بقليل للركنية (79). وفي ظل البحث المتواصل من سيليساو عن الهدف المنشود، عكس نيمار كرة ركنية مثالية، مرت فوق الجميع وارتقى لها باولينيو وزرعها بقوة في المرمى ويهز الشباك ويشعل المدرجات (86). ومرت الدقائق الأخيرة وسط دفاع مشدد من سيليساو وسط ضغط كامل من لاسيليستي لإدراك التعادل الذي لم يتم مع إطلاق الصافرة النهائية.