أكد المدير التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) توني تايلور، أن «أداء قطاع الطيران يختلف من منطقة إلى أخرى في العالم، إذ لا يزال يعاني في كل من أوروبا وأفريقيا، ويسجل انتعاشاً في آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط». وأشار في حديث إلى «الحياة» على هامش اللقاء السنوي ال 69 الذي تستضيفه كيب تاون في جنوب أفريقيا، إلى أن «المنطقة العربية من بين المناطق التي قادت القطاع خلال العام الحالي، إذ احتلت المرتبة الأولى لجهة معدل نمو حركة المسافرين، تقودها دول الخليج». وتوقع أن يحقق القطاع في المنطقة العربية هذه السنة «أرباحاً بقيمة 1.5 بليون دولار بزيادة نصف بليون دولار على العام الماضي». وعلى رغم آثار تداعيات أزمة «الربيع العربي» على حركة السياحة في بعض دول المنطقة، تشير أرقام «أياتا» إلى أن دول المنطقة «ستحقق أعلى نسبة نمو في حركة المسافرين هذه السنة بنمو 15 في المئة، تليها أميركا اللاتينية بنسبة 9.8 في المئة، في وقت لا تتجاوز معدلات هذا النمو حول العالم 5.3 في المئة». وشدد تايلور، على أن قطاع الطيران «يساهم في نحو 129 بليون دولار في الناتج المحلي للمنطقة العربية، ويستوعب 2.7 مليون عامل». ولفت إلى أن لدى هذه المنطقة «أكثر من ألف طائرة في الخدمة حالياً». واعتبر أن العدد الكبير من الطائرات المتوقع دخولها إلى أسواق الخليج تحتاج إليها المنطقة، لأنها تخدم كل الوجهات العالمية وليس منطقة الشرق الأوسط فقط». ولم ينكر أن معظم أرباح القطاع في المنطقة العربية «تحقق من منطقة الخليج، في وقت لا تزال بقية دول المنطقة تشهد توتراً سياسياً يجتاح المشرق العربي منذ العام 2011». وأعلن أن «الصورة في المشرق والمغرب العربيين «تختلف بتراجع عدد المسافرين في سورية من 320 ألفاً شهرياً قبل أحداث «الربيع العربي» إلى 3.5 ألف مسافر في آذار (مارس) الماضي، أي أن العدد لا يتجاوز حالياً واحداً في المئة مقارنة بما كان عليه في الماضي». وعلى رغم النمو الملحوظ الذي تحققه الناقلات الخليجية، لاحظ أنها «تشهد تحديات مرتبطة بالنمو السريع، وهي إدارة الأجواء والقدرة الاستيعابية للمطارات، إذ يُضطر بعض الطائرات إلى الانتظار فترة في الأجواء قبل الهبوط». وأوضح أن جزءاً من هذا التحدي «مرتبط في شكل كبير، بعدم السماح للطائرات التجارية بدخول أجواء 50 في المئة من منطقة الخليج لاعتبارها مناطق عسكرية». ولفت إلى أن قطر «ستستضيف الدورة ال 70 لاجتماعات الاتحاد منتصف العام المقبل، وبذلك تكون المرة الأولى التي تستضيف فيها منطقة الخليج هذا الحدث السنوي». ويتزامن نمو القطاع في منطقة الخليج مع تحسن نشاط القطاع عالمياً، إذ رفع «أياتا» توقعاته لأرباح قطاع الطيران العالمي هذه السنة لتصل إلى 12.7 بليون دولار، بدلاً من توقعات سابقة في آذار (مارس) الماضي بقيمة 10.6 بليون دولار، مدفوعاً بتحسن الاقتصاد العالمي، وانتعاش حركة السياحة والسفر، وتراجع أسعار النفط مقارنة بالعام الماضي. وتوقع تايلور، خلال الاجتماع الذي حضره نائب رئيس جنوب أفريقيا خليمه موتلاند، استمرار «الطلب العالمي على نقل المسافرين بمعدل 15.0 في المئة، وهي أعلى من النسبة المتوقعة لنمو القدرة الاستيعابية (12.6 في المئة)، مع ربط حركة الرحلات الطويلة المدى مع قدرة الشركات على الربط بين الأسواق الأفريقية والآسيوية». ورأى أن هوامش ربح الشركات «متدنية نتيجة ارتفاع تكاليف التشغيل وأسعار النفط والضرائب». ففي وقت رجّح أن «يحقق القطاع هذه الإيرادات بقيمة 711 بليون دولار، لن يتجاوز هامش الربح الصافي المرتقب 1.8 في المئة». ولفت إلى أن «هامش الربح للمسافر الواحد لا يتعدى ثمن «شطيرة» أو كوب من القهوة، إذ لا تتخطى مكاسب كل مسافر 4 دولارات، بفعل ارتفاع أسعار الوقود التي زادت بمعدل 55 في المئة مقارنة بمستوياتها عام 2006».