أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، أن منطقة الشرق الأوسط، هي الأسرع نمواً في العالم. وعدّل توقعاته رفعاً لأرباح شركات الطيران في العالم لهذه السنة والعام المقبل، بعدما تماسك القطاع في بعض الدول، وتجاوز التوقعات في دول أخرى، على رغم استمرار أزمة الديون الأوروبية. ورجّح الاتحاد، أن «تبلغ أرباح شركات الطيران 6.7 بليون دولار هذه السنة، في مقابل 4.1 بليون دولار في توقعات سابقة، وأن ترتفع إلى 8.4 بليون دولار عام 2013». وعلى رغم تعديل الأرباح رفعاً، أشارت الأرقام إلى انخفاض أرباح القطاع هذه السنة مقارنة بتلك القياسية المحققة العام الماضي والبالغة 8.8 بليون دولار. وعزا الرئيس التنفيذي للاتحاد توني تيلر خلال مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد في جنيف أمس، ذلك إلى «أزمة الديون في أوروبا وتراجع الاقتصاد الأميركي، فضلاً عن التوتر السياسي في بعض دول العالم». وربط تحسّن القطاع مقارنة بتوقعات سابقة، إلى «ازدياد الطلب على السفر بنسبة 5.3 في المئة، إضافة إلى زيادة في العائدات بنسبة 3 في المئة، على رغم استمرار ارتفاع أسعار النفط وتراجع الاقتصاد العالمي». وتوقع تجاوز عدد المسافرين 3.1 بليون عام 2013 ، و3.6 بليون عام 1016، بزيادة 800 مليون مسافر عن عام 2011 الذي سجل 2.8 بليون مسافر». وأكد الاتحاد، أن فاتورة الوقود «كلفت القطاع 176 بليون دولار العام الماضي». وتوقع أن «تبلغ 210 بلايين دولار العام المقبل». وعن قطاع الطيران في المنطقة العربية، لم يستبعد رئيس الاتحاد أن «يحقق 800 مليون دولار أرباحاً هذه السنة، مسجلاً تراجعاً مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت نحو بليون دولار». وعزا تيلر هذا التراجع إلى «التوتر السياسي في بعض الدول»، لكن لم ينفِ في تصريح إلى «الحياة»، ارتفاع أرباح القطاع إلى 1.1 بليون دولار العام المقبل»، مدفوعة بتوقعات زيادة الطلب على السفر من المنطقة وإليها وإلى بقية دول العالم». وأكد أن سبب تراجع قطاع الطيران في المنطقة، يعود إلى «انخفاض الطلب على الرحلات الطويلة التي تعتمد عليها الشركات في المنطقة، نتيجة الأزمة الاقتصادية في أوروبا». ولم يغفل «تكيّف شركات الطيران مع التحديات القائمة، ما ساهم في تحسن أداء القطاع، من خلال إجراءات لإعادة هيكلة عملياتها، ساعدت على تدفق الأموال إلى القطاع، في مواجهة ضعف الاقتصادات العالمية». واعتبر تيلر، أن منطقة الشرق الأوسط «هي الأسرع نمواً في العالم، على رغم فقدان الشركات العربية نحو 200 مليون دولار، مقارنة بأرباح المنطقة خلال العام الماضي، إذ أشارت نتائج الأشهر الثمانية الأولى من السنة، إلى نمو عدد المسافرين بنسبة 16.9 في المئة، مقارنة بنمو عالمي بلغ 6.6 في المئة، لكن تراجع قطاع الرحلات الطويلة حول العالم انعكس سلباً على أرباحها». وأوضح أن النمو الذي تشهده المنطقة في قطاع الطيران، خصوصاً في دول الخليج، يعود إلى «الشراكات التي تبرمها الناقلات إضافة إلى رحلات الربط، فضلاً عن مشاريع البنية التحتية كتطوير مرافق المطارات». ولفت إلى أن قطاع الطيران في الشرق الأوسط «يساهم في 129 بليون دولار من الناتج المحلي ويوفر 2.7 مليون فرصة عمل». وتوقعت مصادر في القطاع، أن تستثمر الناقلات في دول الخليج 200 بليون دولار في شراء الطائرات في السنوات العشر المقبلة، في وقت أنفقت 100 بليون دولار في استثمارات البنية التحتية». وأعلن «أياتا»، أن قطاع الطيران «يستوعب أكثر من 57 مليون وظيفة، ويساهم في أكثر من 2.2 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي». ويحتل عامل السلامة، أولوية في هذا القطاع، ويُعتبر تطبيق المعايير العالمية المتعلقة بالسلامة، مثل أنظمة تدقيق السلامة التشغيلية الموضوعة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي، مهمة جداً لضمان وجود مستويات عالية وجيدة من السلامة في قطاع الطيران». وأكد نائب الرئيس لقطاع الأمن والسلامة في «أياتا» غنثر ماتشنيغ، أن هذه السنة «كانت الأفضل في ما يتعلق بالسلامة، إذ لم تشهد أي حادثة تحطم طائرات في أي من شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، ما يؤكد أن القطاع بات الأكثر أمناً للسفر من بين وسائل المواصلات الأخرى». وعلى رغم عدم حصول أي حادثة في الجو، أكد ماتشينغ أن الحوادث التي تقع في المدرجات «لا تزال كثيرة، وتصل كلفتها إلى 4 بلايين دولار سنوياً».