غادر الطفل «عادل» المعنف من جانب والده الأراضي السعودية إلى أحضان أمه في مسقط رأسه في اليمن، تاركاً والده خلف القضبان في سجون أبيار علي في المدينةالمنورة، بينما استدعت المحكمة العامة في المدينةالمنورة أول من أمس، والد الطفل المعنف لأخذ أقواله والحكم في القضية. وأكد خال «الطفل المعنف» عادل الشامي ل «الحياة» أن الطفل كان يمر بمرحلة سيئة جداً من الناحية النفسية والجسدية، الأمر الذي اضطره لإيجاد أي مخرج لإعادته إلى أحضان أمه ولو لفترة وجيزة حتى يتماثل للشفاء وتعود حالته النفسية إلى طبيعتها، لافتاً إلى أنه حاول كثيراً مع القضاة في المحكمة العامة في المدينةالمنورة للنظر في قضية الطفل المعنف، بيد أنهم أفادوا له بأن المعاملة المنظورة من جانب المدعي العام تتمثل في إساءة معاملة والد الطفل لابنه القاصر، أما في ما يختص بحق القاصر فهو خارج الاختصاص. وأكد الشامي أن البعض تدخل حينها، لإيجاد طريقة لإيصال الطفل إلى أحضان أمه، وبخاصة أن والد الطفل لا يزال في السجن العام وربما يطول الوقت، إذ قرر البعض إقناع الأب بضرورة تفويضهم لتسلم ابنه وإيصاله إلى أحضان أمه، ووافق الأب شريطة التنازل عن الحق الخاص، مبيناً أنه تم الاتفاق على ذلك، وتم إعداد تفويض رسمي من إدارة سجون منطقة المدينةالمنورة من جانب الأب يتضمن تفويض خاله لإنهاء إجراءات سفر الطفل لدى إدارة الجوازات والسفر به إلى اليمن، وتمت إعادة الطفل إلى أمه. وأضاف «عند وصول الطفل إلى والدته لم تستطع أمه أن تتمالك نفسها فأجهشت بالبكاء وهي تقبل رأس ابنها الذي عاد لها بذراع ملفوفة، وجسد تتناثر فوقه الجروح والكدمات، بينما الطفل الذي يعيش في حالة نفسية جيده في أحضان أمه ما زال يفكر في مصير والده الذي تجرع على يديه أنواع التعذيب والتعنيف، فهو لا يريد أن يتعرض والده للأذى أو السجن، بيد أنه لا يريد أيضاً أن يعود إلى والده ليتكرر معه سيناريو التعذيب، إذ إنه يريد البقاء مع أمه التي عانت الأمرين في غيابه. يذكر أن قضية «الطفل المعنف» تعود إلى أن إدارة المدرسة التي يدرس فيها الطفل «عادل» في المدينةالمنورة اكتشفت آثار التعذيب والجروح على الطفل، وبدورها أبلغت شرطة المنطقة، التي ألقت القبض على والد الطفل، وتمت إحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، التي أصدرت مذكرة توقيف في حقه وإيداعه في السجن العام في أبيار علي. ويؤكد التقرير الطبي الذي صدر في حق الطفل المعنف، أنه يعاني من نزيف سطحي في الدماغ، نزيف في العين اليسرى، وكسر في التجويف الداخلي للعين، إضافة إلى حروق وجروح في منطقة الرأس، وكدمات قديمة وجديدة في أنحاء متفرقة من جسده، وكسر في الذراع اليمنى، فيما أوصت اللجنة الطبية المشرفة على حالة الطفل بأنه يحتاج إلى متابعة من جانب استشاري المخ والأعصاب، واستشاري العظام، إضافة إلى رعاية صحية ونفسية تامة.