بعد زواج عائلي جمعني بالأقارب والأحباب قابلت فيه الجميع تحدثنا بكل ودِ... ودائماً الاجتماعات العائلية لا تخرج منها إلا الأنس والسعادة، وفي كل اجتماع في حياتنا نقابل فئات متعددة من الكبار والصغار من أصحاب العقول وغيرهم! وفي كل اجتماع أيضاً نناقش أموراً متعددة تمّس أمورنا الحياتية، سواء كانت خاصة أو عامة. وفي اجتماع خاص بيني وبين أحد أقربائي تحدث لي بقلب صادق، وقال: أنا شخصياً كنت من أهل السرعات «الجنونية»، وكنت أتنقل بين القصيم والرياض بسرعة خيالية، والجميع يكذب تنقلني لما أصل بوقت وجيز! إلى أن أتى أسبوع المرور الذي لم أعلم به إلا ب«اللوحات والإرشادات» المنتشرة بالطرقات! وإلى أن أتى اليوم الذي أقف فيه عند إشارة لم أقف عندها في حياتي إلا قليلاً! كان سؤالي متسرعاً لماذا وقفت، إذ كنت لم تقف عندها إلا قليلاً، يفترض بك ألا تقف كما وصفت عن نفسك! قال: وجدت سيارة أجرة من نوع «كامري» مهشمة الجزء الأمامي منها إلى المنتصف، أرعبتني حقيقة، وجعلتني أقف عند الإشارة لا شعورياً، ولم أنتبه للإشارة أهي حمراء أم خضراء، وأيضاً جعلتني أتوقف عن السرعة بداية من تلك الأيام إلى المستقبل المقبل إن شاء الله! كان وقوف سيارة الأجرة عند نهاية الرصيف أمامي بالتمام! طريقة عرض السيارة على المارة أعلم أنها ليست حضارية، وأنها تتنافى مع جماليات المدن! وستثير اشمئزاز بعض المواطنين، ولكنها ستخفض من أعداد المتهورين، خصوصاً فئة الشباب، الفئة الغالية على قلوب جميع أبناء هذا الوطن! ولكن لن توقظ قلوب بعض الشباب إلا بهذه الطريقة، الحوادث أصبحنا نراها بشكل يومي واعتيادي! وذكر قصة حدثت له قبل فترة، إذ كان ذات مرة مسافراً بطريق سريع، وكان الفنان محمد عبده رفيق الطريق إلى أن أقبل على حادثة مروعة، سيارتان «منعدمتان» تماماً! لا ملامح لهما، ولا بقايا أشخاص، ولا نجدة مسعفة، كانت تلك الحادثة مروعة بكل ما تحمله الكلمة، وأعداد المتجمهرين مروعة أيضاً. قال: خفّضت من صوت «أبو نورة» وتوقفت لأرى المشهد المرعب! صاح به أحدهم! تستمع إلى الأغاني، وفي هذا المكان هناك أرواح صعدت إلى خالقها في هذا المنظر البشع! قلت: رحمهم الله أجمعين! وأكملت مسيري وأرجعت صوت «أبو نورة» كما كان! لم أتوقف وأجهش بالبكاء، ولم تتحرك بي أي مشاعر جراء هذا الموقف المهيب، وأنا هنا لا أقلل من الأرواح التي تسقط في الحوادث، ولكن البعض يعتبر أنها أقوى رادع للشباب عن السرعات، ولكنها، مع الأسف الشديد، لم تكن يوماً من الأيام رادعة! وختم قائلاً: أشكر كل من أسهم في هذا العمل، وأعلم أنه سيوقف الكثير والكثير ممن يترددون على هذا الطريق من شباب وطننا، وأتمنى أن يكون هذا العمل معمماً على جميع إشارات المملكة المرورية. [email protected] ap_ade2010