يعتبر معرض الكتاب الدولي بالرياض من أميز المعارض في الوطن العربي من ناحية حجم التفاعل والإقبال عليه من دور النشر والجماهير، وشراء الكتب، وهي ظاهرة حضارية يجب أن نحتفل بها وندعمها، لأنها تعبر عن ظهور جيل جديد واعٍ ومدرك، وقارئ بشكل نهم، مقارنة بالأجيال السابقة على المستوى المحلي، يريد أن يشارك في صناعة واقعه كما يريد لا كما يريد الآخرون صناعته له. وهو تحول يجب أن نحتفل به وندعمه، خصوصاً في مجتمع يعتبر بكراً في كثير من قضاياه ومسائله، ولذلك يجب أن تفض قضاياه بطريقة ابتكارية، ولا تكرر أخطاء الآخرين وتجاربهم التي ضرت أكثر من كونها أفادت. بعد ظهور ثورة «الإنترنت» أصبح بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي تنافس غير مألوف ومعروف في الماضي، ولكل كتاب جمهور وهناك من يجمع بينهن، وعلى رغم ذلك يبقى للكتاب الورقي قيمته وأهميته، فهو أسهل استخداماً في الوقت الراهن، مع أن الكتاب الإلكتروني يتميز على الكتاب الورقي من ناحية البحث فيه عبر استخدام مفردات محددة في محرك البحث. من أبرز إيجابيات المعرض أن الكثير من الكتب الجديدة ذات طابع فكري وفلسفي وقانوني، وهو الطاغي في هذا العام على وجه الخصوص، مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت جهود التأليف منصبة على الجانب الروائي خصوصاً بشكل سلبي... والملاحظ من بعض المؤلفين من يجتهد في صناعة فكر، وهناك من على النقيض غارق في ردات الفعل، والاشتغال على منهجية الردود فقط ووضع الآخرين في ميزانه. كذلك كثرت الدور السعودية أو ملاكها سعوديون في الخارج التي تنافس دوراً عريقة وشهيرة في وفرة الكتب المعتبرة معرفياً في جودتها، وإقبال الجماهير عليها، وفي طريقة احتضان نتاج المؤلفين من الجيل الجديد وتشجيعهم لنشر أعمالهم العلمية أكثر من غيرهم. إذا نظرنا من الزاوية الأخرى نجد أبرز السلبيات التي كانت حاضرة بوضوح داخل المعرض، ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، وجل تركيز الناشر البائع أن يكسب أكبر مبلغ، وأن يعوض عن كل الخسائر التي أصابته بشكل مؤذٍ، غير أن المشتري يخسر وقته في المفاصلة بينه وبين البائع... كذلك ضيق بوابات الدخول للمعرض، غير الازدحام الحاصل بحكم كثرة الزوار من كل مكان... والذي نرجوه من وزارة الإعلام استدراك هذه الملاحظات وغيرها في المعارض المقبلة من أجل احتضان هذا التفاعل والإقبال والمحافظة عليه لكي لا يذبل في يوم من الأيام. * كاتب سعودي. [email protected] abdlahneghemshy@