يعقد مجلس السلم والأمن التابع إلى الاتحاد الافريقي الأحد المقبل اجتماعاً حاسماً للبتّ في ملفي النزاع بين دولتي السودان وجنوب السودان على منطقة أبيي، والمحادثات بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال»، بعدما علقت الوساطة استئناف المفاوضات بين الجانبين. واستمرت المحادثات بين وفدي دولتي السودان وجنوب السودان في أديس ابابا أمس، ودرس الطرفان مشروع اتفاق لتحديد مواقيت وآليات لتنفيذ ثماني اتفاقيات مشتركة بعد تجاوز الترتيبات الأمنية. وكان منتظراً توقيع الاتفاقية ظهراً، لكن تحفظات في شأن ملف شركة «سودابت» للنفط التي صادرت جوبا أصولها في الجنوب عطّلت الاتفاق، إذ رفض وفد الجنوب طلب الخرطوم احالة الخلاف على التحكيم الدولي. وذكرت مصادر قريبة من المحادثات ل «الحياة» أن الوساطة عقدت مشاورات منفصلة مع رئيسي فريقي التفاوض السوداني إدريس عبد القادر والجنوبي وباقان أموم لتسوية نقاط صغيرة عالقة، وتوقعت التوقيع على المصفوفة في أي لحظة وإرجاء ملفات التعاملات المالية والمصرفية. واطلع الرئيس عمر البشير أمس على نتائج الاتفاق على الترتيبات الامنية مع الجنوب خلال لقائه وزير الداخلية ابراهيم محمود خصوصاً ما يتصل بفتح الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان. وقال وزير الداخلية إن الاتفاق مع حكومة الجنوب سينعكس أمناً واستقراراً على البلدين، موضحاً أن الاتفاق قضى بفتح عشرة معابر على أن تعقد لجان مشتركة اجتماعاً الأحد المقبل لمناقشة ترتيبات افتتاح تلك المعابر وتسهيل حركة المواطنين والسلع بين حدود الدولتين بعد نشر قوات الشرطة والجوازات والهجرة والجمارك. وفي جوبا، أصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أوامر رسمية إلى قواته بالانسحاب جنوباً من خمس نقاط حدودية تشملها المنطقة المنزوعة السلاح على حدود البلدين. وبعث سلفاكير برسالة إلى رئاسة أركان الجيش الجنوبي الفريق جيمس هوث تطلب مغادرة قواته مناطق سيرلامنكا في ولاية غرب بحر الغزال ويرقت وكير أديم بان اكوج في ولاية شمال بحر الغزال، بجانب المناطق الحدودية في الكويك والمقينص في حدود ولاية أعالي النيل، على أن ينسحب الجيش السوداني من المقينص وجودة والتشوين وكافيا كنجي وكافي دبي والردوم. إلى ذلك، علّقت الوساطة الافريقية استئناف المفاوضات بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية-الشمال» التي كان من المقرر أن تنطلق أمس بسبب رفض الخرطوم الجلوس إلى طاولة التفاوض قبل تنفيذ شروط محددة. ويُنتظر أن يصل وفد من الوساطة إلى الخرطوم نهاية الأسبوع الجاري لإقناع الحكومة بالمفاوضات لتجنب الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي. وسترفع الوساطة تقريراً إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعه المقرر الأحد المقبل الذي سيكرسه للعلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان. وفي السياق ذاته، أعلن متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» عن هجمات وقائية شنتها قواتهم على الجيش السوداني شمال غربي الكرمك في ولاية النيل الأزرق المتاخمة للجنوب واثيوبيا، وقالوا إنها تمت لإحباط هجوم كانت قوات الجيش تحضّر له. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية» ارنو نقوتلو لودي في بيان إن الهجوم تم على مواقع القوات الحكومية في سُركُم (20 كلم شمال غربي مدينة الكرمك) ومنطقة سالي. وأضاف أن قواته انسحبت تكتيكياً من هذه المواقع التي سيطرت عليها لساعات عدة بعدما كبّدت الجيش السوداني خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، مشيراً إلى أن الجيش السوداني كان يستعد لمهاجمة مناطق تسيطر عليها حركته ويوجد فيها أعداد كبيرة من النازحين.