اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء تعثر المفاوضات بين الخرطوم وجوبا، وقال القيادي بالحزب قطبي المهدي إن الإدارة الأميركية وقفت عائقاً أمام استمرار التفاوض مع دولة الجنوب بتحريض المفاوضين الجنوبيين بعدم حسم ملف الترتيبات الأمنية وفك الارتباط وغيرها. واعتبر أن أميركا انحازت بصورة واضحة للطرف الآخر وساهمت في دعم متمردي الشمال بالسلاح والمال، بجانب دعمها لقيادات نافذة بابتزاز اقتصاد السودان في كافة جوانبه. ودعا المهدي واشنطن وحلفاءها إلى اتباع الشفافية والعدالة في القضايا الإقليمية، خاصة مسار التفاوض بين السودان ودولة الجنوب والانحياز الكامل للوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي. وقال "تحسن العلاقة بين الخرطوموواشنطن يعتمد على إيقاف الأخيرة دعمها للحركات المتمردة، وضرورة تقديم العون ودعمها للآلية الأفريقية رفيعة المستوى لإكمال ملف المفاوضات وحل القضايا العالقة". وتأتي اتهامات الحزب الحاكم في السودان للإدارة الأميركية في ظل تزايد التوتر بين الخرطوم وجوبا بعد فشل الطرفين في تنفيذ اتفاق التعاون الأمني والاقتصادي الذي وقعه رئيسا البلدين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في سبتمبر من العام الماضي، إلا أنه لم يتم تنفيذه بسبب إصرار الجنوب على البدء بتصدير النفط، بينما تصر الخرطوم على الانتهاء من ملف الترتيبات الأمنية أولاً. وفي إطار المعارك التي تشهدها ولاية النيل الأزرق صرح المتحدث باسم المتمردين أرنو نقوتلو لودي أن المعارك مع القوات الحكومية انتقلت إلى داخل مدينة الكرمك الاستراتيجية، وقال "قواتنا تتحكم وتفرض ضغطا متواصلا على القوات السودانية التي انهارت معنوياتها بتكبدها خسائر كبيرة". كما نفى تصريحات الجيش السوداني بمشاركة قوات جنوبية وأجنبية في القتال الدائر هناك. وبدوره نفى المتحدث باسم القوات الحكومية العقيد الصوارمي خالد سعد تلك الأنباء وقال إنه لا توجد قوات معادية قرب الكرمك، ووصف تصريحات المتمردين بأنها "محاولة لرفع الروح المعنوية لقواتهم المنهزمة".